للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفتي بمحضر من رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن الفقهاء أنا أم من المفتين، والله ما هذا إلاّ جرأة عظيمة وأخذني حياء عظيم وخجل فنمت وأنا قاعد فرأيته صلى الله عليه وسلم وهو يقول لي: أفلحت (٣٨ - و) دنيا وآخرة، لو لم تعرف من العلم إلاّ هذه المسألة لكفتك، قال: فاستيقظت فسمعته يقول لي وأنا مستيقظ‍:

أفلحت دنيا وآخرة لو لم تعرف من العلم إلاّ هذه المسألة لكفتك، قال: فطاب قلبي وزال عني ما كنت أجده.

قال لي عمي أبو غانم: قال لي الشيخ ربيع: كنت في طريق مكة ولحق الناس عطش شديد، وكان معي أداوة ملأى من الماء فرأيت اثنين من الصوفية وهما ماشيان وقد اسودت وجوههما من شدة العطش فقلت لهما: تريدان الماء؟ فقالا:

نعم فناولتهما الإداوة وقلت: اشربا منها وخليا لي منها فأخذاها فشربا ما كان فيها جميعه ثم دفعاها إليّ فأخذتها وربطتها على الجمل فلما نزل الحاج أخذتها وحللتها فاذا هي ملأى من الماء.

أخبرني أبو موسى عيسى بن سلامة الحضرمي قال: سافرت سنة سبع وتسعين وخمسمائة الى بلاد المغرب فأقمت بها سنة، ثم خرجت الى الاسكندرية فلما قربت من الاسكندرية رأيت في المنام كأن الشيخ ربيع في الاسكندرية، وقد فتح طاقا على البحر فدعا وقال في أثناء دعائه: كتب الله سلامتك يا عيسى فبعد يومين أو ثلاثة وصلت الى الاسكندرية وسمعت أن الشيخ ربيع فيها، فخرجت اليه، وسلمت عليه، وقلت له: رأيتك في المنام البارحة الاولى وقد فتحت (٣٨ - ظ‍) الطاق ودعوت بكذا وكذا؟ فقال لي: نعم كذا جرى، ثم قدم لنا طعاما فيه سمك، ولم يكن له عادة بأكل السمك، فقلت له: أراك تأكل السمك ولم يكن لك بذلك عادة؟ فقال لي:

كنت في هذا العام بالبيت المقدس فخرج على قلبي طلوع، ولم يزل يكبر الى أن صار قدر الأترجة الصغيرة فضيق عليّ فنمت فرأيت قائلا يقول لي: ان أردت أن يزول هذا عن قلبك فكل السمك، رأيت ذلك مرتين أو ثلاثة، فعزمت على أكل السمك، وقلت: لا أسأل أحدا فيه، ان قدم بين يدي أكلته والا فلا أسأله فأقمت شهرين بالبيت المقدس الى أن وصل رجل صالح فعزم عليّ بالتوجه الى الديار المصرية فرحلت معه الى الديار المصرية، ونزلت عند ابن السكري ومن عادتهم أن

<<  <  ج: ص:  >  >>