للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكثر أهل الثغر الى أنطاكية حصل رشيق النسيمي في أنطاكية وقطع خطبة سيف الدولة وكان سيف الدولة قد توجه الى ديار بكر لإقامة الفداء في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة واستناب (٨٧ - و) الحاجب قرغويه في حلب فاستأمن أبو يزيد الشيباني ودزبر بن أونيم الديلمي وجماعة من الديلم الذين كانوا مع الحاجب بحلب الى رشيق وأطمعوا رشيقا في حلب، وحملهم على ذلك رجل ساقط‍ يقال له ابن الأهوازي كان يتضمن الأرحاء بأنطاكية، وأدخلوا معهم في الرأي رجلا علويا يعرف بالأفطسي كان منحرفا عن سيف الدولة فجبى ابن الأهوازي الأموال فلما أظهر رشيق مباينة سيف الدولة وحصل عنده من حصل سيّر الحاجب قرغويه غلامه يمن في عسكر الى رشيق، فخرج اليه رشيق من أنطاكية والتقوا بناحية أرتاح فاستأمن يمن الى رشيق، وخلى عسكره فعادوا الى حلب، وسار رشيق وحصل على باب حلب وحصل على باب اليهود وهو المعروف الآن بباب النصر، وزحف على باب اليهود فخرج إليه بشارة الخادم الاخشيدي (١) خادم سيف الدولة في جماعة معه فقاتل الى وقت الظهر، فانهزم بشارة ودخل من باب اليهود، ودخلت خيل رشيق خلفه وحصلت في المدينة في اليوم الأول من ذي القعدة من سنة أربع وخمسين وكان الحاجب قرغويه في القلعة فأقام رشيق يقاتل القلعة ثلاثة أشهر وعشرة أيام، وفتح باب الفرج، ونزل غلمان الحاجب من القلعة فحملوا على أصحاب رشيق فهزموهم وأخرجوهم من المدينة فركب رشيق ودخل من باب أنطاكية فوصل الى القلانسيين، وخرج من باب قنسرين ومضى الى باب العراق فنزل غلمان الحاجب من القلعة (٨٧ - ظ‍) وخرجوا من باب الفرج ووقع القتال بينهم وبين أصحاب رشيق، فطعن أبو يزيد الشيباني رشيقا فرماه وأخذ رأسه ومضى به الى الحاجب قرغويه، وكان أبو يزيد الشيباني ممن استأمن الى رشيق من عسكر سيف الدولة، وقيل إن أبا يزيد طعن رشيقا فوقع الى الأرض وضربه حسنش الديلمي واحتز رأسه عبد الله التغلبي.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي عبد الله محمد بن علي


(١) سبق لي أن نشرت ترجمة بشارة الاخشيدي نقلا عن كتاب المقفى للمقريزي، وقد استقى المقريزي معلوماته من كتاب بغية الطلب. انظر مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية:٣٠٦ - ٣٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>