وشاهدته بخطه، وأجازه لنا ولده أبو الغنائم سالم عنه، قال: رمضان بن أبي أبي المعالي صاعد بن أبي الفضل الديار بكري الأديب: أنشدنا الشيخ الفاضل أبو الفضل لنفسه من مرثية:
قلوب الورى من خيفة البين تخفق … وآمالهم أن يحيوا الدهر تخفق
(١١١ - ظ)
وان اغترار المرء بالعيش بعدما … تيقّن أن الموت لاقيه موبق
وما العمر إلاّ ساعة ثم تنقضي … فكل جديد بالجديدين يخلق
وعيش الفتى كالطريف يطرف مرة … ومرآه في دنياه كالطيف يطرف
وشيمة هذا الدهر اشمات حاسد … وتشتيت ملموم ونأي ممزق
أجل كل حي ما خلا الله حائن … له أجل عاداته ليس تخرق
وكل أليف سوف يحزن فقده … وكل اجتماع يعتريه التفرق
قال ابن صصرى: والقصيدة أطول من هذا أنشدناها بتمامها.
قرأت بخط عماد الدين أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الاصبهاني في كتاب «سيل الجريدة وذيل الخريدة». وأخبرنا به اجازة عنه أبو الحسن محمد بن أبي جعفر القرطبي وغيره قال: رمضان بن صاعد بن أحمد القرشي، ذكر أن مولده بماردين، وينعت بضياء الدين الضرير، الآمدي الدار والمنشأ، شاب من أهل الادب مكفوف البصر، كافي البصيرة عديم النظير والنظر، ان غاض قليب (١) عينه فقد فاضت عين قلبه، أو كبا طرف طرفه، فقد جرى قارح قريحته بطرائف تفوق في الافق لمائع شهبه.
وفد الى دمشق في آخر ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وحضرت انشاده قصيدتين للملك الناصر في دفعتين، وأثبتّ منها ما فيه روح وروح، وضوعت عرصة كتابي الفيحاء من عطره مما له فوح، فالقصيدة الاولى من نظمه قصد بها (١١٢ - و) أسلوب أبي نواس في كلمته: