للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى قول المسعودي فيما ذكرنا عنه أن التنانين في بحر الشام كثيرة، فوقع الى ببغداد من تصنيف أحمد بن محمد بن اسحاق الزيات مؤلف كتاب البلدان قال فيه: وقال المعلى بن هلال العوفي: كنت بالمصيصة فسمعتهم يتحدثون أن البحر ربما مكث أياما وليالي تصفق أمواجه، ويسمع له دوي شديد، فيقولون ما هذا الا لشيء قد آذى دوابّ البحر فهي تصيح الى الله، قال: فتقبل سحابة حتى تغيب في البحر، ثم تقبل أخرى حتى عد سبع سحابات، ثم ترتفع التي جاءت آخرهن وتتبعها التي تليها والريح تصفقها، ثم يرتفعن جميعا في السماء، وقد أخرجن شيئا يرونه أنه التنين، حتى تغيب عنا، ونحن نراه وننظر اليه ورأسه في السحاب، وذنبه يضطرب، فيقال أنه تطرحه الى يأجوج ومأجوج، قال: ويسكن البحر عند ذلك.

قال الصوري: فربما رأيناه قد انفلت من السحاب ورجع الى البحر، فتجيء السحابة، ولها رعد وبرق حتى تخرجه ثانية، فربما مر في طريقه بالشجرة العادية العظيمة، فيقتلعها، أو الصخرة العظيمة فيرفعها (١٥٨ - و).

***

<<  <  ج: ص:  >  >>