للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمدح سادات العرب وأهل البيوت والتقدم، وله في سيف الدولة صدقة وابنه دبيس عدة قصائد، وقد دخل الشام، ومدح ملوكها (١).

أخبرني الأمير بدران بن جناح الدولة حسين بن مالك بن سالم بن مالك العقيلي قال: كان المجفجف شاعر جدي مالك صاحب قلعة جعبر فقصد تاج الدولة ابن منقذ بشيزر، ممتدحا له ونزل بمسجد بشيزر، فلم ير عند بني منقد احتفالا بأمره، فأمر غلامه أن يأتيه بدابته فركبها وفارقهم، وسار عن شيزر وكتب على حائط‍ المسجد الذي كان نازلا به:

بت ضيفا ببني منقذ كهف الفقراء غير أني بت في المسجد والماء غذائي أشتكي الجوع الى الفجر وأجتر خرائي

قال: فطلبه تاج الدولة بن منقذ بعد يومين فلم يجده فأسقط‍ في يده، وقال:

الساعة يمضي المجفجف الى قلعة جعفر (٢) ويشتم أعراضنا، قال: فأرسل في الحال الى جدّك القاضي ابن العديم قاضي حلب مائة دينار وعشرة ثياب خز وقال له:

ما أعرف خلاص أعراض نسائنا إلاّ منك فتستدعي المجفجف وتستطلقنا (١٤١ - ظ‍) منه وتدفع إليه بهذه الدنانير وهذه الثياب.

قال: فسير جدك وأحضر المجفجف وقال: أسألك في شيء وهو أنك لا تتعرض بذكر بني منقذ بقبيح، وتأخذ هذه الدنانير وهذه الثياب وتطلقهم لي، قال: فقال:

أذلّهم الله والله إني كنت راضيا منهم بثوب واحد من هذه الثياب وعشرة دنانير، وأخذها ومضى وأجاب جدك الى ما سأل.

قرأت في تاريخ أبي علي الحسن بن علي بن الفضل الداري، ورأيته بخطه بماردين، وذكر فيه قتل سيف الدولة صدقة بن دبيس بن مزيد، وقال: فرثاه


(١) -لا ترجمة له في تاريخ ابن النجار.
(٢) -كذا بالاصل، وهو سبق قلم صوابه «جعبر» حيث بقاياها ما تزال تحمل هذا الاسم نفسه وسط‍ بحيرة سد الفرات في سورية.

<<  <  ج: ص:  >  >>