للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحسن من وجهيهما فما مضت ثلاث ساعات حتى سكرا ثم خرج علينا المعتز فقال:

(١٥٩ - و)

ما أن ترى منظرا إن شئته حسنا … إلا صريعا تهادى بين سكرين

سكر الشباب وسكر من هوى رشأ … تخاله والذي يهواه غصنين

ثم أمر بعض المغنين فغنى فيهما.

قال أبو بكر الصولي: ومن شعر المعتز قوله في يونس بن بغا، وفيه ألحان عملها المعتز في طريقه الرمل الثاني (١).

علموني كيف أجفوك على رغم من أنفي وجفائي لك يا يونس مقرون بحتفي غير أن الله قد يعلم ما أبدي وأخفي فوقاني فيك ريب الدهر أن يأتي بصرف (٢)

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى ابن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري قال:

أخبرنا محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري قال:

حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عباد قال: حدثني عمر بن محمد بن عبد الملك قال: قعد المعتز ويونس بن بغا بين يديه والجلساء والمغنون حضور، وقد أعد الخلع والجوائز، إذ دخل بغا فقال: يا سيدي والدة عبدك يونس في الموت، وهي تحب أن تراه، فأذن له فخرج ففتر المعتز بعده ونعس، وقام الجلساء الى أن صليت المغرب، وعاد المعتز الى مجلسه ودخل يونس بين (١٥٩ - ظ‍) يديه الشموع، فلما رآه المعتز دعا برطل فشربه، وسقى يونس رطلا وغنى المغنون، وعاد المجلس أحسن ما كان فقال المعتز:


(١) -الرمل من أجناس غناء المقامات. انظر معجم الموسيقى العربية لحسين محفوظ‍. ط‍. بغداد:١٩٦٤.
(٢) -لم ترد هذه الاخبار في المطبوع من كتاب الاوراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>