يدنو السرور إذا دنا بك منزل … ويغيب صفو العيش حين تغيب
وقال الصولي: حدثني عبد الله بن المعتز قال: بويع المعتز بالخلافة وله سبع عشرة سنة كاملة وشهر، فلما انقضت البيعه قال:
تفرد لي الرحمن بالعز والعلى … فأصبحت فوق العالمين أميرا
وقال الصولي: حدثني عبد الله بن المعتز قال: حدثتني امرأة من موالياتنا قال:
خرجت قبيحة أم المعتز على الأتراك، وأخرجت إليه قميص المتوكل مخضبا بدمائه، وقالت: أقتلهم في كل مكان فقال لها: ارفعيه وإلاّ صار القميص قميصين.
قال الصولي: وفيها يعني سنة خمس وخمسين ومائتين خلع المعتز، وقتل بعد خلعه بأيام، حدثني الحسين بن عبد الله بن عمر قال: حدثني علي بن الحسين بن عبد الأعلى قال: لما قبض صالح بن وصيف على الكتاب شغب الأتراك على المعتز يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب فركب صالح وباكباك ومحمد بن بغا المعروف بأبي نصر حتى وافوا باب المعتز فقالوا: أخرج إلينا، فوجه اليهم اني أخذت دواء فعاودوه مرات فوجه إليهم: إن كان ما لا بد منه فادخلوا وهو يرى أن أمره واقف بعد فدخلوا، فجروا برجله وضربوه، وأقاموه في الشمس، ثم قالوا له: اخلع نفسك، قال: نعم فأدخل حجرة ووجه إلى ابن أبي الشوارب (١)(١٦٢ - و) والفقهاء، فكتب كتاب الخلع وشهدوا عليه على أنّ له الأمان ولأخيه وابنه ولأمه، وكان لقبيحة سرب في الدار فنجت منه، وفرّت أخت المعتز، وكان المعتز طلب منها مالا وقت شغبهم عليه، فقالت: ليس عندي، فقال: إني مقتول، قالت: لا يجسرون عليه ووجهوا بخليفة بيناتكين إلى بغداد فهجم على محمد بن الواثق، وكان ينزل في الجانب الشرقي فأخذه وحمله، فوافى به سرّ من رأى ليلة الاربعاء لليلة بقيت من رجب فبويع من ساعته وسمي المهتدي بالله وأدخل المعتز إلى المهتدي يوم السبت لثلاث خلون من شعبان فقال له المهتدي أخلعت أم خلعت؟ قال: خلعت فوجئ في عنقه حتى سقط ثم أقيم، فقال: خلعت وسلمت ورضيت وسلم على المهتدي بالخلافة وأخرج فسلمه صالح إلى نوشري بن طاجنك فمشيّ في الحر، فطلب نعلا فلم يعط، فأرخى