للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يحمل القلب يوما أن يروّع … من أحبابه وهو من أعدائه يجب

لعلها عطفة تقضي عواقبها … إلى عواط‍ من جدواك ترتقب

فربما كان مكروه النفوس إلى … محبوبها سببا ما مثله سبب

نقلت من مجموع وقع إليّ بخط‍ بعض أهل شيزر، في غالب ظني ذكر أنه نقله من خط‍ أبي عبد الله الحسن بن علي بن عبد الله بن أبي جرادة: من كلام زرعة ابن موسى الكاتب، عن الأمير محمود بن صالح الى ملك الروم وقد بلغه سؤاله عنه، بعد أن ملك حلب:

أمّا خادم الحضرة العالية الملكيّة أدام الله بسطها، فحقيق عليه المثابرة على عبوديتها بجميع جوارحه، وأن يكون التذكر لقربها والحنين الى عواطفها ملء جوانحه، وأمّا هي فإذا أهمها أمره وخطر ببالها ذكره، فقد تكلفت غير لازب (١)، وأوجبت على مكارمها ما ليس بواجب، لولا ما تتقاضاه الحميّة من الربّ والحرمة من المحاماة والذبّ، ولما كان (٢) الله عز وجل قد خصها بمكارم الاخلاق وبث محامدها في الافاق، فهي لا تستبعد مسرى النّمة الى مستحق، ولا ترى في الحفاظ‍ بين بعيد الدار (١٧٣ - ظ‍) وقريبها من فرق، ولا جرم أنها سألت عن خادمها سؤالا جدد لميته رمقا، وكسا عود مسرته ورقا، وأكسبه على مقارعة الخطوب ثباتا، والى عصمة الجناب الأجليّ تطلعا والتفاتا، والسلام.

ونقلت من هذا المجموع مما نقله من الروزنامج الذي بخط‍ أبي عبد الله الحسن بن علي بن أبي جرادة وقال زرعة:

وإن امرأ أمسى ودون حبيبه … عريض فوادي الرّسّ فالسبعان (٣)

لمعترف بالنأي ممن يحبه … ومعذورة عيناه في الهملان

أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال أخبرنا الحافظ‍ أبو القاسم الدمشقي قال:


(١) -اللزوب: أللصوق والثبوت. القاموس.
(٢) -كرر بالاصل: ولما كان.
(٣) -الرس قرب المدينة والسبعان واد قرب سلم ليس بعيدا عن المدينة. معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>