للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيف الدولة كان أيام مقامه بالحلبة في قصره كان ينتباب هذا الدير، ويحسن إلى أهله، وقد خرب هذا الدير بالكلية، ولم يبق له أثر، وكان من شمالي مشهد الحسين، وأراني موضعه بعض أكابر أهل حلب؛ وقد ذكره أبو عيسى صالح بن محمد بن إسماعيل بن صالح بن علي الهاشمي في قصيدة قالها في إحراق المنتزهات حول حلب، وأظن أن سيما الطويل أحرقها، أول القصيدة.

عفا أثر من المتنزّهات قال فيها:

إلى البرج المنيف فبيعتيه … إلى تلك الديار الخاليات

وهذا الدير هو الذي عناه الخالديان بقولهما من قصيدة يأتي ذكرها في موضعها

واستشرفت نفسي الى مستشرف … للدّيرتاه بحسنه وبطيبه

فنعمت بين رياضه وغياضه … وسكرت بين سكوره وعروبه (١)

وقد ذكر جماعة من الشعراء جبل جوشن، فمنهم أبو بكر الصّنوبري قال:

فللظهر من حلب منزل … تثاب العيون على حجّه

أعد نحو جوشنه نظرة … الى بيعتيه الى برجه (٢)

وأنشدنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن هاشم بن أحمد بن عبد الواحد الحلبي قال: أنشدنا أبي هاشم الخطيب بحلب قال أنشدنا أبي أحمد بن عبد الواحد الأسدي قال: أنشدنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سنان الخفاجي الحلبي لنفسه:

قل للنسيم إذا حملت تحية … فاهد السلام لجوشن وهضابه


(١) -ديوان الخالديين ط‍. دمشق ١٩٦٩، ص ٢٩، وفيه شروقه وغروبه، وهو كما يبدوأ قوم.
(٢) -ديوانه،٣٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>