السلطان وبقيت الخطبة بالشام والموصل على حالها الى أن اتفق زنكي والسلطان مسعود واصطلحا، وخطب بالشام والموصل للمقتفي ولمسعود، وفارق الراشد إذ ذاك زنكي، وسار عن الموصل الى خراسان، وذلك في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
قرأت بخط القاضي علاء الدين أبي محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب في تاريخ (١) مختصر عمله أبو شجاع محمد بن علي بن شعيب الفرضي البغدادي المعروف بابن الدهان، وذكر: أنه نقله من خطه، قال في حوادث سنة إحدى وعشرين:
واتفق الأمر على أن يسير بدر الدولة وخطلبا الى باب الموصل الى عماد الدين زنكي، فلمن ولى عاد الى منصبه وأقام بحلب الأمير قراقش والرئيس فضائل بن بديع، فأصلح عماد الدين بينهما، ولم يوقع لأحد منهما، وسيّر سرية الى حلب صحبة الحاجب صلاح الدين العمادي، فوصل الى حلب وطلع الى القلعة، وأقام فيها واليا من جانبه.
وقال: وفي هذه السنة-يعني-سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة دخل عماد الدين زنكي بن آق سنقر الى حلب في يوم الاثنين رابع عشر جمادى الآخرة والطالع السنبلة أربع عشرة درجة، وطالعه الأصلي الميزان، كذا حكى لي البرهان، وقبض على خطلبا وسلمه الى ابن بديع فكحله في منتصف رجب سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، قال: وانحاز قاضي القضاة الزينبي الى الموصل في ولاية الراشد والآن (٢٠٩ - ظ) عاد وسمع البينة في خلع الراشد وانضاف الى الراشد لما أصعد الى الموصل أبو الفتوح الواعظ الإسفرائيني وجلال الدين بن صدقة الذي كان وزيره، وقوام الدين بن صدقة وأكابر بيت صدقة، وحصل الجماعة عند زنكي بالموصل، ولما اتفقت الكلمة على المقتفي لأمر الله وعلى السلطان مسعود استشعر الراشد من زنكي، وطلب منه أن يعبر الى الجانب الغربي ليمضي الى همذان، فمشى بين يديه الى أن حصل في الشبارة وعبر وتخلف عند زنكي جلال الدولة صدقة وجماعة من بيته، وسمعت قوام الدين صدقة يحكي أن الراشد لما حصل على شاطئ دجلة