للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فولت جموع الروم تتبع إثره … تكاد من الذعر الشديد تطير

وغودر صرعى في المكرّ كثيره … وآب إليه الفل وهو حسير

وقال أيضا:

ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها … شد الخيول على جموع الروم

يضربن سيدهم ولم يمهلنه … وفتكن فلّهم الى أدروم (١)

وحوين أجنادين في ريعانها … ولحقن الناعل شؤون القوم

فحصرت جمعهم ولم يحفلنه … ونكحت فيهم كل ذات أروم

وقال زياد بن حنظلة:

تذكرت حرب الشام لمّا تطاولت … وإذ نحن في عام كثير تزايله

وإذ نحن في أرض الحجاز وبيننا … مسيرة شهر بينهن بلابله (٢)

وإذا أرطبون الروم بحمى بلاده … يجاوله قرن هناك يساجله

فلما رأى الفاروق أزمان فتحها … سما بجنود الله كيما يصاوله

فلما أحسوه وخافوا صواله … أتوه وقالوا أنت ممن يواصله

وألقت إليه الشام أفلاذ كبدها … وعيشا خصبا ما تعد مآكله

أباح لنا ما بين شرق ومغرب … مواريث أعقاب بيتها قذامله (٣)

وكم مثقل لم نضطلع باحتماله … تحمّل عنا حين شالت (٤) شوائله

(٣٣ - ظ‍) وقال أيضا:

سما عمر لما أتته رسائل … كأصيد يحمي صرعة (٥) الحي أغيدا


(١) -أرجح أنها الداروم فيما بعد والتي تعرف الآن باسم دير البلح في فلسطين. معجم بلدان فلسطين.
(٢) -البلابل-تفرق الآراء وشدة الهم والوساوس. القاموس.
(٣) -غير واضحة بالاصل ضبطتها على رواية ابن عساكر في تاريخه:٦/ ٢٣٨ - و، والقذامل الواسع. القاموس.
(٤) -شالت الناقة بذنبها: رفعته، والشائلة من الابل ما أتى عليها من حملها او وضعها سبعة أشهر. القاموس.
(٥) -الصرعة المبالغ في الصراع الذي لا يغلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>