للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

افعل وعجل علي، قال: فخرج الفتى حتى أتاهما فشكا اليهما ما كان من أمر الخراساني، وسألهما النصر والمعونة، فقال أحدهما: وما نحن وهذا والله لقد كنت آتي قومها في الحاجة فأقوم حتى تشتكي رجلي، وان كلبا ليتمرغ على فرشهم، فقال له أخوه: دع هذا عنك فو الله لئن تحدثت العرب بأن هذه المرأة استغاثت بنا فلم نغثها انه للعار الذي لا نغسل رؤوسنا منه، قال: فانطلق إذا أنت الى بالس واخف أمرك، فاني مصبّحكم بمن تسرع معي من بني كلاب وغيرهم، قال: ووجه الى من يليه من قومه، فما أصبح إلاّ في (٤٣ - و) أربعمائة فارس، فركبوا حتى أتوا بالس فدخلوها ضحوة النهار، فأتوا دار الخراساني، فقيل لهم انه في الحمام، فدخلوا عليه الحمام وقتلوه وقتلوا كل من وجدوا من أصحابه، وضبطوا بالس، ووجهوا الى من كان حولهم من وجوه قيس فوجدوهم سراعا، فما أقاموا إلاّ ثلاث حتى صاروا في نحو من أربعة آلاف.

قال: وكان زياد بن عبد الله السفياني من ولد أبي سفيان، وهو أبو محمد زياد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان مقيم في قرية من عمل قنسرين فكتبوا اليه ان يكن لك بهذا حاجة فأقبل الينا، فلما أتاه كتابهم دعا كل من كان يليه فاتبعه ناس كثير، وكان ذا بأس وذكر فيهم، فأتى بالس، فخرجوا فلقوه وبايعوه وانتشر الخبر في ديار مضر وجندي حمص وقنسرين، فجعلت قيس وغيرها تقصدهم من كل ناحية حتى صاروا في قريب من عشرة آلاف، وكان عبد الله بن علي قد بلغ الى نهر أبي فطرس (١)، فلما أتاه خبر السفياني وما كان من خلاف أهل حمص وقنسرين أمر حينئذ بقتل كل من كان معه من بني أمية.

وكتب أبو العباس الى عبد الله بن علي يأمره أن يرجع الى حمص وقنسرين لحرب السفياني وأصحابه، وكتب الى صالح بن علي يأمره أن يتولى طلب مروان ففعل، وجعل على مقدمته أبا عون.

قال: ورحل عبد الله بن علي راجعا وقد بيض (٢) أهل حمص وأهل قنسرين،


(١) -على مقربة من الرملة من أرض فلسطين. معجم البلدان.
(٢) -كان شعار بني أمية البياض.

<<  <  ج: ص:  >  >>