ولا يضرك من دخل النار اذا أنت دخلت الجنة، قال: فلقد رأيت عمر يبكي حتى طفئ بعض ذلك الجمر الذي على الكانون.
أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصرى قال أخبرنا (٥٢ - ) أبو القاسم نصر بن أحمد بن أبي الفتح الهمذاني قال أخبرنا أبو بكر الخليل ابن هبة الله بن الخليل قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن اسماعيل أبو الدحداح قال: حدثنا ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: حدثنا يحيى بن صالح قال: حدثنا النضر بن عربي قال:
بينا عمر بن عبد العزيز يتغذى اذ بصر بزياد مولى ابن عياش فأمر حرسيا أن يكون معه، فلما خرج الناس وبقي زياد قام اليه عمر فجلس اليه، ثم قال: يا فاطمة هذا زياد مولى ابن عياش فاخرجي فسلمي عليه، ثم قال: يا فاطمة هذا زياد مولى ابن عياش عليه جبة صوف، وعمر قد ولي أمر الأمة، فحاسب نفسه حتى قام الى البيت فقضى عبرته، ثم خرج ففعل ذلك ثلاث مرات، فقالت فاطمة: يا زياد هذا أمرنا وأمره ما فرحنا به ولا قرّت أعيننا منذولي.
أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال:
أخبرنا محمد بن العباس بن محمد قال: حدثنا ابن أبي داوود قال: قرئ على الحارث بن مسكين وأنا أسمع عن بعض أصحابه عن مالك قال مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز: اشتريت لعمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة للوليد كساء خز بستمائة دينار أو بسبعمائة دينار، فجعل بجنبه ويقول: أنه لخشن، فلما ولي الخلافة قال:
اني لأجد البرد بالليل فاشتريت له كساء بعشرة دراهم، فلما أتيته به جعل بجنبه ويقول: انه للين، فضحكت فقال: مم تضحك؟ فقلت:(٥٢ - ظ) أما تذكر حين اشتريت لك كساء بستمائة دينار أو بسبعمائة، فجعلت تقول: انه لخشن، وتقول لهذا إنه للين! فقال: يا مزاحم والله لئن كان عيش سليمان بن عبد الملك وعيش زياد مولى بن عياش واحدا، لأن أعيش في الدنيا بعيش سليمان أحب الي، ولئن كان زيادا مولى ابن عياش صبر في الدنيا على العيش الذي يعيشه ليطيب له العيش في الآخرة، فو الله لأن أصبر على مثل عيش زياد هذه الأيام القلائل ليطيب لي العيش في الآخرة في تلك الأيام الكثيرة أحب إليّ، أو كما قال الحارث.