للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابع إقليم بابل وهو الممثل بالدائرة الوسطى التي اكتنفتها سائر الدوائر، وهو أوسط‍ الأقاليم وأعمرها، وفيه جزيرة العرب، وفيه العراق الذي هو سرة الدنيا، وحد هذا الاقليم مما يلي أرض الحجاز وأرض نجد الثعلبية من طريق مكة، وحدة مما يلي الشام وراء مدينة نصيبين من ديار ربيعة بثلاثة عشر فرسخا، وحده مما يلي أرض خراسان وراء نهر بلخ، وحده مما يلي الهند خلف الديبل بستة فراسخ، وبغداد في وسط‍ هذا الاقليم، والاقليم الخامس بلاد الروم والشام، والاقليم السادس بلاد الترك، والاقليم السابع بلاد الصين (١).

وهذا الذي ذكره الخطيب من أن الاقليم الخامس بلاد الروم والشام وهم فاحش لأن البلاد الشمالية من الشام وهي التي حكينا فيها عن الخالدين والجيهاني، وأبي الحسين بن المنادي، وعن الرسالة التي ذكرناها في أول الباب ما حكيناه، اتفقوا كلهم على أنها من الاقليم الرابع، وما عدا هذه البلاد من بلاد الشام وهي الاكثر هي من الاقليم الثالث، فكيف يجعل الشام جميعه من بلاد الاقليم الخامس ولم يذهب أحد الى ذلك، وانما أوردنا قوله لوصفه الاقليم الرابع لكونه أوسط‍ الاقاليم وأعمرها. والله الموفق للصواب. (١٧٨ - ظ‍).

***


(١) - ابن عساكر ١ - ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>