للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن تك مثل ما زعموا ملولا … كما تهوى سريع الانتقال

صبرت على ملالك لي برغمي … وقلت عسى يملّ من الملال

ثم ذكر فصل معاتبة، وقال فيه، والشعر له:

رشتم جناحي وأعناني نوالكم … واشتد أزري بكم يا أفضل الناس

فإن سعى الدهر في حال تشاب … بها تلك الأيادي فمحمول على الراس

أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن أبي المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن مقلد بن منقذ قال: ومن شعراء الشام المعارضين هذه الطبقة، يعني:

الخفاجي وابن سمان وغيرهما، الشريف أبو المجد سالم بن هبة الله الهاشمي، من ولد الحارث بن عبد المطلب، مولده بحلب وكان محترما عند ولاة حلب، له الميزة والفضل، وكان بينه وبين جدي ووالدي رحمهم الله مودة وخلطة، وكان كثير الدعابة والهزل (٢٠٩ - ظ‍) وله أشعار حسنة، حرصت على جمعها وكاتبته في آخر عمره، وصدر عمري، وأسأله إثباتها وإنفاذها، وهو اذ ذاك بحلب، فاعتذر بأنه ما عني بجمعها ولا دوّنها، ولم أجد منه سوى ما نقلته من خط‍ والدي رحمه الله يقول:

أنشدنيه بشيزر سنة تسع وسبعين وأربعمائة:

أثر بتمادي شدّها المتدارك … دجى كل يوم أغبر اللون حالك

وشم لطلاب العزّ عزمة مقدم … على الهول خواض غمار المهالك

فإما علا تضفو عليّ ظلالها … وإما ردى بين القنا والسنابك

فحتّام تمسي حائر العزم خاملا … سمير الأماني والهموم النواهك

ويمطلك الحظ‍ الحرون مسوّفا … نبيل العلى مطل الغريم المماحك

ويا نفس ما بالي أراك مقيمة … على الضّيم لا يجري الاباء ببالك

إذا عنك ضاقت بلدة فتبدلي … بأخرى تروضي جامحا من رجائك

إلام طلاب الفضل بين معاشر … أبوا أن يكونوا أهله لا أبالك

قال أسامة: ومن شعره في جدي سديد الملك أبي الحسن علي بن منقذ:

يا من حماه من النوائب موئلي … وعليه إن جار الزمان معوّلي

<<  <  ج: ص:  >  >>