للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوقف على المسجد وقفا ورتب فيه شعيبا هذا يذكر الدرس على مذهب الشافعي رضى الله عنه، فاليوم يعرف بمسجد شعيب. وسنذكر ترجمته إن شاء الله تعالى.

ومنها مسجد غوث داخل باب العراق في المرمى، وفيه قطعة من عمود فيه كتابة في الجمر، يزعمون أن عليا رضوان الله عليه كتبها بسنان رمحه حين ورد الى صفين، ويقولون: إن هذا الحجر نقل من الرّقة إلى حلب.

قال لي: (١٨٤ - ظ‍) علي بن أبي بكر الهروي فيما ذكره من الزيارات بحلب: وبها داخل باب العراق مسجد غوث به حجر عليه كتابه، ذكروا أنها خطّ‍ علي بن أبي طالب عليه السلام، وله حكاية. (١)

قلت وأظن أن مسجد غوث هذا منسوب إلى غوث بن سليمان بن زياد قاضي مصر، وكان قدم مع صالح بن علي بن عبد الله بن العباس إلى حلب، وسنذكر ترجمته في موضعها من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. ومنها مشهد النور وهو بالقرب من باب قنسرين في برج من أسوار حلب فيما بين برج الغنم وباب قنسرين قال لي عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة: هذا مشهد النور، إنما سمي بذلك لأنه رؤي النور ينزل عليه مرارا؛ قال: وكان ابن أبي نمير العابد يتعبد فيه، فاتفق أن نزل ملك الروم على حلب محاصرا لها، فجاء الحلبيون إلى ابن أبي نمير العابد فقالوا ادع الله لنا أيها الشيخ، قال: فسجد على ترس كان عنده، ودعا الله تعالى وسأله دفع العدو عن حلب، فرأى ملك الروم في منامه تلك الليلة قائلا يقول له ارحل عن هذه البلدة، وإلا هلكت، أتنزل عليها وفيها الساجد على الترس في ذلك البرج، وأشار إلى البرج الذي فيه مشهد النور، فانتبه ملك الروم، وذكر المنام لأصحابه، وصالح أهل حلب، وقال: لا أرحل حتى تعلموني


(١) -الزيارات،٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>