للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطيب أبو الفضل عبد الواحد بن هاشم يصلي بجامع حلب في الشرقية، ويتعمد الصلاة في هذا الموضع المذكور، فسألته عن ذلك، فقال: كان أبي هاشم يصلي أبدا هاهنا كثيرا، وأخبرني أن الشيخ مشرق بن عبد الله العابد كان يصلي فيه، وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يصلي هاهنا.

وخارج المدينة مما يلي القبلة مقام إبراهيم صلى الله عليه وسلم في الجبانة، وفي محراب المسجد حجر قيل أنه يجلس عليه، وفي الرواق القبلي الذي يلي الصحن صخرة نابته فيها نقرة قيل إنه كان يحلب فيها غنمه (١)، وقد ذكرنا ذلك فيما تقدّم، وفي المشهد المذكور في جهة الشمال فيها قبر الإمام علاء الدين أبي بكر الكاساني الحنفي أميركا سان، وقبر امرأته فاطمة بنت شيخه علاء الدين السّمرقندي، وكان من العلماء الصالحين، وسنذكرها في هذا الكتاب إن شاء الله.

وقبلي هذا المشهد مقبرة فيها جماعة من العلماء الصالحين الأخيار منهم أحمد الأصولي صاحب برهان الدين البلخي، وسيأتي ذكره إن شاء الله.

وقبلي هذه المقبرة قبر أبي الحسين الزاهد المقدسي، ينذر له النذور، والدعاء عنده مستجاب وله كرامات مشهورة، وكان الفرنج يعظمونه، وقيل إنه رؤي وهو راكب الأسد (١٨٦ - و) وإلى جانبه قبر صاحب له من الأولياء أيضا يقال له زيد العابد.

ومن شمالي المشهد التربة المعروفة بسلفي من بني العديم فيها جد أبي أبو غانم وعمي أبو غانم وكانا من العباد الأولياء، وفيها قبر الحافظ‍ أبي بكر الجياني، وسيأتي ذكر هؤلاء في هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى.


(١) -يعرف الآن باسم مقام الصالحين، انظر الآثار الاسلامية والتاريخية في حلب،٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>