للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أبو الوفاء لعب بالشطرنج مع والدي فغلبه والدي، وأخذ خاتمه مازحا، فعمل أبو الوفاء بديها:

يا سيدا كفّ عني أيدي النوب … من بعد أن أشرفت نفسي على العطب

أعدائي لو غلبوني قمت تنصرني … فهل أبالي من الشطرنج بالغلب

يا بن الذين شأوا (١) … أبناء عصرهم

في حلبة الجد والإحسان والأدب

قوم مناقبهم لمّا مضوا بقيت … منيرة في سماء المجد كالشهب

يكون جاهك يحميني فيؤخذ لي … في اللّعب أو غيره شيء من الذهب

هيهات سالمني دهري وصرت وفي … يدي منه ذمام غير مقتضب

وكان لابي الوفاء خاتم، مزح معه رجل، فقال: بعني هذا الخاتم، فقال: ما أبيعه، ولكن خذه، فأخذه ومضى، ومطله برده فعمل فيه:

صار بهذا الزمان مخرقة … قوم يحبون منحة الشعرا

تغير الناس والزمان معا … وأهملوا الفضل فهو قد دثرا

(٢٠٩ - و)

ما زحت بالامس أهيفا حسنا … قد كمل الظرف من بني الأمرا

إذا تفكرت في محاسنه … حسبته من جماله قمرا

فسامني خاتمي فقلت له … اقبله مني فحازه وجرى

من يقبل الرفد والهدية من … قائل شعر فذاك ذقن خرا (٢)


(١) أي سبقوا. القاموس.
(٢) تاريخ دمشق لابن عساكر:١٩/ ١٣.-و. ظ‍.

<<  <  ج: ص:  >  >>