للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خاست (١) به، وما سمعته يقول ذلك، فقال له ابن خالويه: أيها الامير أفليس قام معك حتى بقي في تسعة أنفس تكفيه هذه الفضيلة.

وقرأت في مجموع (٤٠ - و) بخط‍ بعض الفضلاء أنه لما فعل ذلك لحقه سيف الدولة وضحك منه وقال له: يا أبا الطيب أين قول:

الخيل والليل والبيداء تعرفني … والطعن والضرب والقرطاس والقلم (٢)

ولم يزل يضحك منه بقية يومه في منهزمه.

أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن المقيّر عن أبي علي الحسن بن جعفر ابن المتوكل البغدادي ونقلته من خطه قال: حدثني الشيخ الإمام الفصيحي وقت قراءتي عليه ديوان أبي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي وهو ابن عيدان السقاء قال:

قدم بعض الأشراف من الكوفة فدخل إلى مجلس فيه المتنبي، فنهض الناس كلهم له سوى المتنبي، فجعل كل واحد من الحاضرين يسأله عن الأحوال بالكوفة، وما تجدد هناك، فقال له المتنبي: يا شريف كيف خلفت الأسعار بالكوفة؟ فقال:

كل راوية برطلين خبز فأخجله. وقصد الشريف أن يعرّض بأن أباه كان سقاء.

ذكر ابن فورجه في «التجني على ابن جني» وقال: وقال: وأما محله-يعني المتنبي في العلم، فقال الحسن بن علي الجلاب: سمعته يقول: من أراد أن يغرب علي بيتا لا أعرفه فليفعل، قال: وهذه دعوى عظيمة، ولا ريب أنه صادق فيها.

وأخبرت عن أبي العلاء بن سليمان المعري أنه كان يسمى المتنبي «الشاعر»


(١) -كتب ابن العديم في الحاشية: صوابه «ساخت».
(٢) -ديوانه:٢٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>