للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمر على قنسّرين، فجعل ينظر إليها، فقال: ما هذه؟ فسميت له بالرومية، فقال:

والله لكأنها قنسرين فسميت قنسرين بذلك (١).

قال الرّشاطي: فهذا الخبر يدل على أن قنسّرين اسم مكان آخر عرفه ميسرة القيسي، فشبه به هذا، فسمي به.

قلت: وهذا وهم من الرّشاطي، وقد تصحف عليه قن نسرين، أو قن نسر، على ما ذكرناه بقنّسرين، فقال ما قال، ولعله بلغة أن حيار بني القعقاع يقال لها قنسّرين أيضا، فوقع في هذا الوهم، ولا يمكن الاعتداد بذلك، فإن من ذهب إلى ذلك جعل مدينة قنسّرين هي قنسرين الأولى، وحيار بني القعقاع هي قنسرين الثانية، فلا يمكن تشبيه الأولى بالثانية.

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا القاضي أبو البركات محمد بن (١٦ - و) حمزة العرقي إجازة قال: وأخبرنا أبو محمد عبد الدائم بن عمر بن حسين سماعا منه قال: أخبرنا أبو البركات بن العرقي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن جعفر المعروف بابن القطاع قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن البر اللغوي قال: أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن محمد النيسابوري قال: أخبرنا أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري قال: وقنسّرون بلد بالشام، بكسر القاف والنون مشددة تكسر وتفتح، وأنشد ثعلب بالفتح هذا البيت لعكرشة العبسي:

سقى الله فتيانا ورائي تركتهم … بحاضر قنسّرين من سبل القطر

قال: والنسبة إليه قنسّري، وإن شئت قنسّريني (٢).

وقع إلي كتاب ألّفه أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي سماه الحافظ‍ لمعارف حركات الشمس والقمر والنجوم في آفاقها والأقاليم وأسماء


(١) -هناك نسخة ناقصة فريدة من هذا الكتاب في مكتبة القرويين في فاس.
(٢) - الصحاح للجوهري ط‍. دار الكتاب العربي بمصر، مادة قسر ٢/ ٧٩١ - ٧٩٢

<<  <  ج: ص:  >  >>