للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما انقضت المدة بين خاقان والروم، أربعون يوما، غزا أحمد بن سعيد بن سلم شاتيا، فأصاب الناس الثلج والمطر، فمات منهم قدر مائتي إنسان، وغرق منهم في البذبذون (١) قوم كثير وأسر منهم نحوا من مائتين، فوجد الواثق عليه لذلك، وعزله وعقد لنصر بن حمزة الخزاعي في جمادي الآخرة من سنة إحدى وثلاثين.

وكان أبوه سعيد بن سلم من صحاب المأمون وقواده، وولي مرو.

وروى أحمد بن سعيد عن أبيه، روى عنه القاسم بن اسماعيل، وأبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا ابن توش قال: أخبرنا ابن كادش قال: أخبرنا أبو علي الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا أحمد بن يحيى ثعلب قال: حدثنا أحمد بن سعيد بن سلم الباهلي عن أبيه قال: دخلنا الى الرشيد يوما فقال: أنشدني في شدة البرد فأنشدته لأبي محكان السّعدي.

في ليلة من جمادى ذات أندية … لا يبصر الكلب في ظلماتها الطنبا

ما ينبح الكلب فيها غير واحدة … حتى يلف على خرطومه الذنبا

فقال: هات غير هذا، فأنشدته:

وليلة قر يصطلى القوس ربّها … وأقدحه اللاّتي بها يتنبّل

فقال لي: ما بعد هذا شيء (٢).


(١) -ضبط‍ ياقوت هذا الاسم «بذندون» وهو ماء قرب طرسوس وهناك توفي الخليفة المأمون العباسي.
(٢) -هذا الخبر ليس في الجزء المطبوع من كتاب «الجليس الصالح» للمعافى بن زكريا النهرواني الجريري.

<<  <  ج: ص:  >  >>