أخبرنا أبو الحسن بن أبي جعفر أحمد بن علي، وأبو المحامد إسماعيل بن حامد ابن عبد الرحمن (١٥٢ ظ) القوصي قالا: أخبرنا أبو جعفر محمد بن المؤيد بن أبي اليقظان أحمد بن محمد بن حواري التنوخي المعري-قال أبو الحسن: إجازة- قال: أخبرني جدي أبو اليقظان قال: كان مولد الشيخ أبي العلاء بن سليمان المعري رحمه الله بمعرة النعمان يوم الجمعة مغيب الشمس لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وجدّر في أول سنة سبع وستين وثلاثمائة فعمي من الجدري، وغشّى يمنى حدقتيه بياضا، وأذهب اليسرى جملة.
ورحل إلى بغداد سنة ثمان وتسعين، ودخلها سنة تسع وتسعين، وأقام بها سنة وسبعة أشهر، ولزم منزله عند منصرفه من بغداد مدة سنة أربعمائة، وسمى نفسه رهين المحبسين للزومه منزله ولذهاب عينيه، وتوفي بين صلاتي العشاءين ليلة الجمعة الثالث من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمائة، فكان عمره ستا وثمانين سنة إلا أربعة وعشرين يوما، ولم يأكل اللحم من عمره خمسا وأربعين سنة، وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة أو اثنتي عشرة سنة، رحمة الله عليه.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن عبد الله بن رواحة الحموي عن أبي طاهر أحمد ابن محمد السلفي قال: سمعته-يعني أبا محمد عبد الله بن الوليد بن غريب الإيادي المعري-يقول: دخلت على أبي العلاء وأنا صبي مع عمي أبي طاهر نزوره، فرأيته قاعدا على سجادة لبد وهو يسبح، فدعا لي ومسح على رأسي (١٥٣ و) وكأني انظر إليه الساعة، وإلى عينيه إحداهما بادرة والأخرى غائرة جدا، وهو مجدر الوجه نحيف الجسم.
أخبرني والدي رحمه الله يأثره عن شيوخ الحلبيين أنه بلغهم أن أبا العلاء بن سليمان قال: أحقق من الألوان لون الحمرة، وذلك أنني لما جدّرت ألبستني أمي قميصا أحمر فأنا أذكر ذلك اللون وأحققه قبل العما.