للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسكر، ولا النكاح، وكان ذا عفة ونزاهة نفس، إلاّ أنه كان مخالفا لما عليه أهل السنّة.

وقول ابن السيد: «أنه كان مخالفا لما عليه أهل السنة» لا أعلم بأي طريق وقعت المخالفة، وقد وصفه بهذه الصفات المحمودة، وكان شافعي المذهب من أهل السنة والجماعة.

وقرأت بخط‍ الحافظ‍ أبي طاهر السلفي في تعليق له: سمعته يقول:-يعني حامد بن بختيار ابن جروان الشمساني-سمعت عبد المنعم يقول:-يعني عبد المنعم بن أحمد بن أبي الروس السروجي-سمعت أخي-يعني أبا الفتح-يقول:

دخل رجل من أهل الساحل على الشيخ أبي العلاء التنوخي بالمعرة ونحن عنده، وكان يعرفه، فقال له: أريد أن يملي سيدنا علي شيئا من غريب القرآن، فقال يا هذا من أين وصل إليّ غريب القرآن وأنا هاهنا في زاوية البيت، فلما خرج قال لنا: مضى فلان؟ فقلنا: نعم، فقال: ضعوا ما في أيديكم من الكراريس وخذوا سواها، ففعلنا، فقال: اكتبوا غريب القرآن فأملى علينا غريب القرآن والكلام عليه ثلاثة أسابيع من صدره، فقلنا له بعد ذلك: العلم لا يحل منعه وقد منعت ذلك الرجل الساحلي، فقال: ما كنت لأضيع الحكمة مع رجل يسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتنقصهم.

وأخبرنا أبو القاسم بن رواحة عن أبي طاهر السلفي قال: قال لي الرئيس (١٦٥ و) أبو المكارم يعني عبد الوارث بن محمد بن عبد المنعم الابهري، وكان من أفراد الزمان ثقة مالكي المذهب: لما توفي أبو العلاء اجتمع على قبره ثمانون شاعرا وختم في اسبوع واحد عند القبر مائتا ختمة، وهذا ما لم يشارك فيه.

وكانت الفتاوى في بيتهم على مذهب الشافعي من أكثر من مائتي سنة بالمعرة.

قلت: ولم ينقل أن أبا العلاء كان مبتدعا، لكن نسبوه الى ما هو أعظم من ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>