للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأجابه عنها بالقصيدة المكتوبة في سقط‍ الزند:

عللاني فان بيض الأماني … فنيت والظلام ليس بفان (١)

قلت: والشريف المحبرة هو أبو علي محمد بن محمد بن هارون الهاشمي الحلبي، وكان قد تصدى للسعي بأبي العلاء، والتأليب عليه، وكان من أكابر الحلبيين وفقهائهم، ولم يسقط‍ من سطح داره، لكن معز الدولة ثمال بن صالح اعتقله بقلعة حلب سنة أربعين وأربعمائة مع جماعة من أكابر حلب عندما طرق ناصر الدولة بن حمدان الشام، ثم قتله دونهم بسعاية علي بن أحمد بن الأيسر في سنة إحدى أو اثنتين وأربعين، ولم يكن الشريف أبو إبراهيم محمد بن أحمد ناظم النونية موجودا، ولا أدرك زمان ثمال فإنه توفي قبل الأربعمائة، ويحتمل أن أبا إبراهيم المذكور الذي كان يقرظ‍ أبا العلاء عند معز الدولة هو أبو إبراهيم محمد بن جعفر بن أبي إبراهيم، فإنه كان جليل القدر محترما عند صالح بن مرداس وثمال بن صالح، لكن الشعر الذي ذكره لجده أبي إبراهيم الأكبر، والله أعلم (٢).

أنبأنا الشريف أبو علي المظفر بن الفضل بن يحيى العلوي قال: قرأت بخط‍ ابن سنان الخفاجي في ذكر أبي العلاء بن سليمان أنه ترك أكل اللحم تزهدا، وكان مع ذلك يصوم أكثر زمانه ويفطر على الخل والبقل ويقول: ان في هذا لخيرا كثيرا.

أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد اجازة عن أبي الفضل بن ناصر قال: (١٧٠ و) حدثنا أبو زكريا التبريزي قال: كان المعري يجري رزقا على جماعة ممن كان يقرأ


(١) -شروح سقط‍ الزند. ط‍. القاهرة ٢/ ٤٢٥:١٩٤٥.
(٢) -سيترجم ابن العديم لناصر الدولة الحمداني، ووقفت في المقفى للمقريزي على ترجمة لثمال من المرجح أنه نقلها عن كتاب بغية الطلب وقد نشرتها في ملحق كتابي مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية، انظر أيضا كتابي-بالانكليزية-امارة حلب:١٤٠ - ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>