للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن محمد بن علي، ونسبوا الى قرمط‍، وهو حمدان بن الاشعث، كان (١٨٩ - و) بسواد الكوفة، وانما سمي قرمطا لأنه كان رجلا قصيرا، وكان رجلاه قصيرتين، وكان خطوه متقاربا، فسمي بهذا السبب قرمطا، وكان قرمط‍ قد أظهر الزهد والورع وتسوق به على الناس مكيدة وخبثا.

وكان أول سنة ظهر فيها أمر القرامطة سنة أربع وستين ومائتين، وذكر بعض العلماء أن لفظة قرامطة انما هو نسبة الى مذهب يقال له القرمطة خارج عن مذاهب الاسلام، فيكون على هذه المقالة عزوة الى مذهب باطل، لا الى رجل (١).

وانما قيل لهذا القرمطي صاحب الخال، لانه كان على خده الايمن خال (٢)، ويعرف بابن المهزول زكرويه بن مهري الصواني، من أهل صوان، من سواد الكوفة وقيل هو وأخوه من قيس من بني عبادة بن عقيل من بني عامر، ثم من بني قرمطي ابن جعفر بن عمرو بن المهيّا بن يزيد بن عبد الله بن يزيد بن قيس بن جوثة بن طهفة بن حزن بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، فادعى أنه من ولد محمد بن اسماعيل بن جعفر، فعلى هذا يكون منسوبا الى قرمطي، ولا يبعد أن يكون الأمران جميعا، والله أعلم.

وقرأت في رسالة أبي عبد الله محمد بن يوسف الانباري (٣) الكاتب الى أخيه أبي علي في ذكر أخبار هذا (١٨٩ - ظ‍) القرمطي: انه ادعى أنه أحمد بن عبد الله بن جعفر، وأنه المهدي، وأنه نظر محمد بن اسماعيل في النسب، فلما وقف على بعد هذا النسب، ادعى بعد وقعة السطح (٤) من الكسوة، أنه محمد بن


(١) -عالجت في كتابي الجامع في أخبار القرامطة مسألة التسمية ووصلت الى محصلة أن كلمة قرمطي تعني باطني.
(٢) -اتخذ الخال علامة على صحة امامته.
(٣) -لعله هو الذي ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد:٣/ ٣٩٣. وانظر أيضا المصدر نفسه:١٤/ ٦٥.
(٤) -قرية على مقربة من الكسوة جنوب دمشق. انظرها في معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>