للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال لي: أول سماعي في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وكنت اذ ذاك قد حفظت القرآن، ولي نحو من تسع سنين، وكان ثقة (١).

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي-قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني-اجازة ان لم يكن سماعا قال: أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد بن عبد الصمد بن بكر المؤذن، أبو صالح، من أهل نيسابور، الامين المتقن الثقة المحدث، الصوفي، نسيج وحده في طريقته وجمعه وافادته، وكان عليه الاعتماد في الودائع من كتب الحديث المجموعة في الخزائن الموروثة عن المشايخ، والموقوفة على أصحاب الحديث، وكان يصونها ويتعهد حفظها، ويتولى أوقاف المحدثين من الخبز والكاغد، وغير ذلك، ويقوم بتفرقتها عليهم، وايصالها اليهم، وكان يؤذن على منارة المدرسة البيهقية سنين احتسابا، ووعظ‍ المسلمين وذكرهم الاذكار في الليالي، وكان في أكثر الاوقات قبل الصبح اذا صعد يكرر هذه الآية ويقول: «أليس الصبح بقريب» (٢) وكان يأخذ صدقات الرؤساء والتجار ويوصلها الى المستحقين والمستورين من ذوي الحاجات والارامل واليتامى، ويقيم مجالس الحديث، وتقرأ عليه، وكان اذا فرغ يجمع ويصنف ويقيد، وكان (٢٣٦ - ظ‍) حافظا ثقة، دينا خيرا، كثير السماع، واسع الرواية، جمع بين الحفظ‍ والافادة والرحلة، وكتب الكثير بخطه.

سمع أبا نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، وأبا الحسين محمد بن الحسين الحسني العلوي، وأبا محمد عبد الله بن يوسف بن بامويه الأصبهاني، وأبا طاهر محمد بن محمد محمش الزيادي، وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري، وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وأبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، وأبا زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي، وأبا بكر محمد بن الحسن بن فورك، وأبا عبد الله


(١) - تاريخ بغداد:٤/ ٢٦٧ - ٢٦٨.
(٢) - سورة هود-الآية:٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>