إنما اتخذ في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه للصوائف، ويقال بل كان له رسم قديم.
وقال: قالوا: وأتى أبو عبيدة حلب الساجور وقدم عياضا الى منبج، ثم لحقه وقد صالح أهلها على مثل صلح أنطاكية، فأنفذ أبو عبيدة ذلك. (١)
قرأت بخط علي بن هلال الكاتب، المعروف بابن البواب: لما دخل الرشيد منبج قال: لعبد الملك بن صالح، وكان أوطنها،: هذا منزلك؟ قال: هو لك، ولي بك، قال: كيف بناؤه؟ قال: دون منازل أهلي، وفوق منازل الناس، قال:
فكيف طيب (٣٤ - و) منبج؟ قال: عذبة الماء، غذيّة الهواء، قليلة الأدواء، قال: فكيف ليلها؟ قال سحر كله.
وفي رواية أخرى من غير خط ابن البواب، قال: إنها لطيبة؟ قال: بك طابت، وبك جملت.
وقرأت في تاريخ محمد بن الأزهر الكاتب: يقال إن الرشيد لما وصل منبج، قال: له، يعني لعبد الملك بن صالح،: كيف مدينتك؟ قال عذبة الماء، باردة الهواء، صلبة الموطأ، قليلة الأدواء، قال: كيف ليلها؟ قال: سحر كله. وقال له يوما:
يا أبا عبد الرحمن ما أحسن بلادكم! قال: وكيف لا يكون ذلك، وهي برية حمراء، وشملة صفراء، وشجرة خضراء، فيافي فيّح وجبال وضحّ! فالتفت الرشيد الى الفضل بن الربيع فقال له: ضرب السوط أسهل من هذا الكلام.
أنبأنا أحمد بن عبد الله الأسدي عن الحافظ أبي طاهر الأصبهاني عن أحمد بن محمد بن الآبنوسي عن أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي قال: يقال: إن ما من بناء بالحجارة أبهأ من كنيسة الرها، ولا بناء بالخشب أبهأ من كنيسة منبج، لأنها بطاقات من خشب العنّاب، ولا بناء بالرخام أبهأ