وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا ليعلم رسولي وحزبي وأوليائي من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، فقال جل ثناؤه: إِلَّا لِنَعْلَمَ ومعناه: ليعلم رسولي وأوليائي، إذ كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأولياؤه من حزبه، وكان من شأن العرب إضافة ما فعلته أتباع الرئيس إلى الرئيس، وما فعل بهم إليه، نحو قولهم: فتح عمر بن الخطاب سواد العراق وجبى خراجها، وإنما فعل ذلك أصحابه، عن سبب كان منه في ذلك ... » . وانظر تفسير الماوردي: ١/ ١٦٦، والمحرر الوجيز: ٢/ ٨، وتفسير الفخر الرازي: ٤/ ١١٤. [.....] (٢) هو قول الفراء في معاني القرآن له: ٢/ ٣٦٠، وانظر زاد المسير: ١/ ١٥٥، وتفسير الفخر الرازي: ٤/ ١١٥. (٣) عن نسخة «ج» . (٤) تفسير الفخر الرازي: ٤/ ١١٤. (٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٣/ ١٦٤ عن أبي العالية. وبه قال الزجاج في معاني القرآن: ١/ ٢٢٠، وانظر تفسير الماوردي: ١/ ١٦٦، وتفسير البغوي: ١/ ١٢٣، وزاد المسير: ١/ ١٥٥. (٦) أخرجه الطبري في تفسيره: ٣/ ١٦٤ عن ابن عباس رضي الله عنهما، ومجاهد، وقتادة، ونقل الماوردي في تفسيره: ١/ ١٦٦ هذا القول عنهم، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ١٥٥ وزاد نسبته إلى مقاتل. قال الطبري- رحمه الله-: «قال بعض نحويي البصرة: أنّثت «الكبيرة» لتأنيث القبلة، وإياها عنى جل ثناؤه بقوله: وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً. وقال بعض نحويي الكوفة: بل أنّثت «الكبيرة» لتأنيث التولية والتحويلة. فتأويل الكلام على ما تأوله قائلو هذه المقالة: وما جعلنا تحويلتنا إياك عن القبلة التي كنت عليها وتوليتناك عنها، إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وإن كانت تحويلتنا إياك عنها وتوليتناك لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ. وهذا التأويل أولى التأويلات عندي بالصواب لأن القوم إنما كبر عليهم تحويل النبي صلّى الله عليه وسلّم وجهه عن القبلة الأولى إلى الأخرى، لا عين القبلة، ولا الصلاة، لأن القبلة الأولى والصلاة، قد كانت وهي غير كبيرة عليهم، إلا أن يوجّه موجّه تأنيث «الكبيرة» إلى «القبلة» ، ويقول: اجتزئ بذكر «القبلة» من ذكر التولية والتحويلة، لدلالة الكلام على ذلك، كما قد وصفنا لك في نظائره. فيكون ذلك وجها صحيحا ومذهبا مفهوما» .