(٢) فيكون المراد ببني إسرائيل هنا الذين كانوا قبل موسى عليه السلام ثم عاصروه. وقد ذكر الفخر الرازي نحو هذا القول في تفسيره: ١٧/ ١٦٥ فقال: «والمراد أن قوم موسى عليه السلام بقوا على ملة واحدة ومقالة واحدة من غير اختلاف حتى قراء التوراة، فحينئذ تنبهوا للمسائل والمطالب ووقع الاختلاف بينهم. ثم بين تعالى أن هذا النوع من الاختلاف لا بد وأن يبقى في دار الدنيا، وأنه تعالى يقضي بينهم يوم القيامة» . (٣) ذكره الفراء في معاني القرآن: ١/ ٤٧٨، والطبري في تفسيره: ١٥/ ١٩٩، ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ١٩٨ عن ابن بحر وابن جرير الطبري. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ٦٣ عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر المحرر الوجيز: (٧/ ٢١٦، ٢١٧) ، وتفسير القرطبي: ٨/ ٣٨١. (٤) لعله يريد أن الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام، والمراد به غيره من الشاكين وقد ذكر ابن قتيبة هذا القول في تأويل مشكل القرآن: (٢٧٠- ٢٧٢) ، ورجحه وقال: «لأن القرآن نزل عليه بمذاهب العرب كلهم، وهم قد يخاطبون الرجل بالشيء ويريدون غيره، ولذلك يقول متمثلهم: إياك أعني واسمعي يا جارة. ومثله قوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والمراد بالوصية والعظة المؤمنون، يدلك على ذلك أنه قال: وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً ولم يقل: «بم تعمل خبيرا» . ورجح الزجاج هذا القول في معاني القرآن: ٣/ ٣٢، وابن عطية في المحرر الوجيز: ٧/ ٢١٧، والفخر الرازي في تفسيره: ١٧/ ١٦٧.