قال الطبري رحمه الله: «وإنما جاز ذلك، لأن معنى قول القائل: «أثابك الله غما على غم» ، جزاك الله غما بعد غم تقدمه، فكان كذلك معنى: فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ، لأن معناه: فجزاكم الله غما بعقب غم تقدمه، وهو نظير قول القائل: «نزلت ببني فلان، ونزلت على بني فلان» ، و «ضربته بالسيف وعلى السيف» . (٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٧/ ٣٠٦ عن قتادة، والربيع بن أنس. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ٢/ ٦١٢ (سورة آل عمران) عن قتادة، وحسّن المحقق إسناده ونقله النحاس في معاني القرآن: ١/ ٤٩٦ عن مجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ٣٥١ وعزا إخراجه إلى ابن مردويه عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه. (٣) معتّب: بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد التاء المكسورة. وهو معتب بن قشير بن مليل، من بني عمرو بن عوف. قال الحافظ في الإصابة: ٦/ ١٧٥: «وقيل: إنه كان منافقا، وإنه الذي قال يوم أحد: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا. وقيل: إنه تاب» . ترجمته في الإكمال: ٧/ ٢٨٠، والاستيعاب: ٣/ ١٤٢٩، وأسد الغابة: ٥/ ٢٢٥. (٤) أخرج الطبري في تفسيره: ٧/ ٣٢٣ عن الزبير قال: «والله إني لأسمع قول معتب بن قشير، أخي بني عمرو بن عوف، والنعاس يغشاني، ما أسمعه إلا كالحلم حين قال: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا» . وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: (٢/ ٦١٨- ٦٢٠) عن ابن عباس، والزبير. وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ٣٥٣ وزاد نسبته إلى ابن إسحاق، وابن راهويه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي عن الزبير رضي الله عنه. [.....] (٥) ذكره الأخفش في معاني القرآن: ١/ ٤٢٥، والطبري في تفسيره: ٧/ ٣٢٣، ونقله مكي في مشكل إعراب القرآن: ١/ ١٧٧ عن الأخفش. وانظر تفسير القرطبي: ٤/ ٢٤٢، والدر المصون: ٣/ ٤٤٩.