«لا صفة لذلك غير الذي وصف به نفسه عز وجل من المجيء والإتيان والنزول. وغير جائز تكلف القول في ذلك لأحد إلا بخبر من الله جل جلاله أو من رسول مرسل. فأما القول في صفات الله وأسمائه، فغير جائز لأحد من جهة الاستخراج إلا بما ذكرنا» . (٢) سورة النحل: آية: ٣٣. (٣) هو قول المعتزلة الذين لا ينسبون خلق فعل الشر إلى الله. ينظر قولهم في متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار: ١٢٢، والكشاف: ١/ ٣٥٤. (٤) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٢٠٣: «المزيّن هو خالقها ومخترعها وخالق الكفر. ويزينها الشيطان بوسوسته وإغوائه ... وخصّ الذين كفروا لقبولهم التزيين جملة، وإقبالهم على الدنيا، وإعراضهم عن الآخرة بسببها. والتزيين من الله تعالى واقع للكل ... » . وأورد أبو حيان قول الزمخشري في البحر المحيط: ٢/ ١٢٩، ثم قال: «وهو جار على مذهب المعتزلة بأن الله تعالى لا يخلق الشر، وإنما ذلك من خلق العبد، فلذلك تأول التزيين على الخذلان أو على الإمهال. وقيل: المزين الشيطان، وتزيينه بتحسين ما قبح شرعا وتقبيح ما حسن شرعا. والفرق بين التزيينين أن تزيين الله بما ركبه ووضعه في الجبلة، وتزيين الشيطان بإذكار ما وقع غفالة وتحسينه بوساوسه إياها لهم. [.....] (٥) تفسير الفخر الرازي: ٦/ ٩. (٦) سورة النبأ: آية: ٣٦. (٧) في «ج» : مما لا يحسب. قال الفخر الرازي- رحمه الله- في تفسيره: ٦/ ١٠: «فإن قيل: قد قال تعالى في صفة المتقين وما يصل إليهم: عَطاءً حِساباً أليس ذلك كالمناقض لما في هذه الآية؟. قلنا: أما من حمل قوله: بِغَيْرِ حِسابٍ على التفضل، وحمل قوله: عَطاءً حِساباً على المستحق بحسب الوعد على ما هو قولنا، أو بحسب الاستحقاق على ما هو قول المعتزلة، فالسؤال ساقط، وأما من حمل قوله: بِغَيْرِ حِسابٍ على سائر الوجوه، فله أن يقول إن ذلك العطاء إذا كان يتشابه في الأوقات ويتماثل، صح من هذا الوجه أن يوصف بكونه عطاء حسابا، ولا ينقضه ما ذكرناه في معنى قوله: بِغَيْرِ حِسابٍ.