(٢) المعنى أنه خلف من سلف في الأرض قبله، فخليفة على هذا «فعيلة» بمعنى «فاعله» أي: يخلف من سبقه. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١/ ٤٥٠، ٤٥١) عن ابن عباس رضي الله عنهما والربيع بن أنس، وأخرجه الحاكم في المستدرك: ٢/ ٢٦١، كتاب التفسير، باب «سورة البقرة» عن ابن عباس وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي» . قال الطبري رحمه الله: «فعلى هذا القول إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً من الجن يخلفونهم فيها فيسكنونها ويعمرونها» . (٣) ذكره الطبري في تفسيره: ١/ ٤٥١، وقال: وهذا قول حكى عن الحسن البصري. اهـ. ف «خليفة» على هذا القول «فعيلة» بمعنى «مفعولة» أي: مخلوف. (٤) هذا المعنى فهمه الطبري رحمه الله من الرواية التي أخرجها في تفسيره: (١/ ٤٥١، ٤٥٢) عن ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما وهي: أن الله جل ثناؤه قال للملائكة: «إني جاعل في الأرض خليفة» . قالوا: ربنا وما يكون ذلك الخليفة؟ قال: يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضا» . قال الطبري: «فكان تأويل الآية على هذه الرواية التي ذكرناها عن ابن مسعود وابن عباس: إنّي جاعل في الأرض خليفة منّي يخلفني في الحكم بين خلقي. وذلك الخليفة هو آدم ومن قام مقامه في طاعة الله والحكم بالعدل بين خلقه ... » . وقال البغوي في تفسيره: ١/ ٦٠: «والصحيح أنه خليفة الله في أرضه لإقامة أحكامه وتنفيذ قضاياه» . [.....] (٥) كذا في النسخ الثلاث، وفي تاج العروس: ٢٣/ ٢٧٨ (خلف) : وفيه حديث ابن عباس.