وذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ٩٣ عن ابن إسحاق أيضا. وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره: ٢٨٩ (سورة الأنفال) عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما في قوله: إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ أي الحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل، وقواكم بها بعد الضعف، ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم. وحسّن المحقق إسناده» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٤٤، وزاد نسبته إلى ابن إسحاق عن عروة. [.....] (٢) معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٤٠٩. (٣) في «ج» : تلافي ما فاته. (٤) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٣/ ٤٦٩، وابن أبي حاتم في تفسيره: ٢٩٢ (سورة الأنفال) عن ابن عباس رضي الله عنهما. وكذا الحاكم في المستدرك: ٢/ ٣٢٨، كتاب التفسير، «تفسير سورة الأنفال» . وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٤٤، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وأبي الشيخ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. قال الطبري رحمه الله في تفسيره: (١٣/ ٤٧١، ٤٧٢) معقبا على هذه الأقوال بقوله: «وأولى الأقوال بالصواب عندي في ذلك أن يقال: إن ذلك خبر من الله عز وجل أنه أملك لقلوب عباده منهم، وأنه يحول بينهم وبينها إذا شاء، حتى لا يقدر ذو قلب أن يدرك به شيئا من إيمان أو كفر، أو أن يعيي به شيئا، أو أن يفهم، إلا بإذنه ومشيئته وذلك أن الحول بين الشيء والشيء، إنما هو الحجز بينهما، وإذا حجز جل ثناؤه بين عبد وقلبه في شيء أن يدركه أو يفهمه، لم يكن للعبد إلى إدراك ما قد منع الله قلبه وإدراكه سبيل. وإذا كان ذلك معناه، دخل في ذلك قول من قال: يحول بين المؤمن والكفر، وبين الكافر والإيمان، وقول من قال: يحول بينه وبين عقله، وقول من قال: يحول بينه وبين قلبه حتى لا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر إلا بإذنه، لأن الله إذا حال بين عبد وقلبه، لم يفهم العبد بقلبه الذي قد حيل بينه وبين ما منع إدراكه به على ما بينت. غير أنه ينبغي أن يقال: إن الله عم بقوله: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، الخبر عن أنه يحول بين العبد وقلبه، ولم يخصص من المعاني التي ذكرنا شيئا دون شيء، والكلام محتمل كل هذه المعاني، فالخبر على العموم حتى يخصه ما يجب التسليم له» .