للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٧٩٨٥ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو وَائِلٍ صَنْعَانِيٌّ مُرَادِيٌّ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: إِذْ أُدْخِلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَكَلَّمَهُ بِكَلَامٍ أَغْضَبَهُ، قَالَ: فَلَمَّا أَنْ غَضِبَ قَامَ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْنَا وَقَدْ تَوَضَّأَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَطِيَّةَ - وَقَدْ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ " (١)


= قال السندي: "إذا استشاط السلطان"، أي: إذا تلهب وتحرق من شدة الغضب، وصار كأنه نار تلتهب، تسلط عليه الشيطان، فأغراه بالإيقاع بمن غضب عليه، من "شاط يَشيط" إذا كان يحترق. كذا في "المجمع" قلت (القائل السندي) : والمقصود أنه لا ينبغي للسلطان أن يعتاد الغضب، بل ينبغي له الصبر وضبط النفس وقطع عادة الغضب عنه، أو أنه لا ينبغي للناس أن يغضبوا السلاطين مهما أمكن، بل ينبغي لهم مراعاتهم والمداراة معهم.
وقال المناوي في "فيض القدير" ١/٢٧٥: ولهذا شرع حبس المجرم حتى ينظر في جرمه ويكرر النظر، فقد قال بعض المجتهدين: ينبغي للسلطان تأخير العقوبة حتى ينقضي سلطان غضبه، وتعجيل مكافأة المحسن، ففي تأخير العقاب إمكان العفو، وفي تعجيل المكافأة بالإحسان المسارعة للطاعة.
(١) إسناده ضعيف. أبو وائل الصنعاني المرادي هو القاص، وذكر بعضهم أنه عبد الله بن بحير بن رَيْسان، وهو كذلك في "التهذيب"، والراجح أنهما اثنان، فقد فرق بينهما ابن حبان في "المجروحين" ٢/٢٤-٢٥، والخطيب في "تلخيص المتشابه" ١/١٩٣، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" ١٠٠/٣٥٠ و٣٥٣. وأبو وائل هذا قيل في اسمه: عبد الله بن بحير أيضاً، وهو غير ابن ريسان، وذكره أبو أحمد الحاكم في كتابه "الكنى" فيمن عرف بكنيته =