السلام، فأخذَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إبراهيمَ، فقبَّلَه وشَمَّه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يجودُ بنفسه، فجعلَتْ عينا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَذْرِفان، فقال له عبد الرحمن بنُ عوف رضي الله عنه: وأنتَ يا رسول الله؟! فقال: "يا ابنَ عوف، إئها رَحْمةٌ"، ثم أتبعها بأخرى، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولا نَقولُ إلا ما يُرضِي رَبّنا، وإنَّا بِفِراقِك يا إبراهيمُ لَمحزُونون". وتاوله السندي: بأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تدمع عينه على أحد، أي: مع صوت، وإلا فقد بكى على إبراهيم ابنه وغيره، والله تعالى أعلم. واخرج له ابن عدي هذا الحديث في "الكامل" ٣/١٢٨١-١٢٨٢، وقال: وعامَّةُ ما يرويه لا يُتابَع عليه. قال السندي: قولها: أقفو، أي: أقتدي، أي: أمشي وراءهم. فسمعت وئيدَ الأرض: الوئيد: الصوت الشديد، أي: سمعت صوت مشي الناس من ورائي. الهيجاء: هي الحرب، يُمدُّ ويُقصَر. تحوّز، أي: فرار، قيل: هو من قوله تعالى: (أو مُتَحَيِّزاً إلى فئة) [الأنفال: ١٦] ، أي: منضماً إليها. فَرَقَأَ؛ من رَقَأَ الجرح: إذا سكن دمُه وانقطع، والكَلْم، بالسكون: الجرح. وأهل النِّكاية فيك، أي: أهل المحاربة لأجلك (قلنا: لفظة "فيك" لم ترد في النسخ الخطية عندنا) . لا يرجع إليهم شيئاً، أي: سعد، لا يردُّ إليهم الجواب. قلنا: والتَّسْبِغَة؛ تَسْبِغَةُ الخوذة: ما تُوصل به من حَلَق الدروع، فتستر العنق، جمعها تسابغ. والأَكْحَل: وريدٌ في وسط الذراع. والصَّياصِي: جمع صِيصِيَة، وهو الحِصْن. والَّلْأمَة: الدِّرع، جمعها لُؤَم.