فقد أخرجه أبو داود (٥٠٨٥) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٨٧١) - وعنه ابن السني (٧٦١) - والحافظ في "نتائج الأفكار" ص ١٧ ا-١١٨ من طريقين عن بقية بن الوليد، قال: حدثني عمر بن جُعْثُم، قال: حدثني الأزهر ابن عبد الله الحَرَازي، قال: حدثني شَرِيْق الهَوْزَني، قال: دخلتُ على عائشة فسألتها: ما كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفتتح الصلاة إذا هب من الليل؟ ... فذكره، وفيه زيادة "سبحان الملك القدوس" عشراً، وزيادة الاستعاذة من ضيق الدنيا. قال الحافظ في "التهذيب" بعد أن ذكر قول البخاري: أزهر بن عبد الله، وأزهر بن سعيد، وأزهر بن يزيد، واحد، نسبوه مرة: مرادي، ومرة: هَوْزَني، ومرة حرازي، قال الحافظ: فهذا قول إمام أهل الأثر، ووافقه جماعة على ذلك. قلنا: وفرق بينهما أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل"، وتابعه على ذلك المزي في "تهذيب الكمال"، وفرق بينهما كذلك ابن حبان، بل جعلهما أربعة في كتابه "الثقات". فإن يكونا واحداً، فيكون قد اختلف عليه فيه، وإلا فإسناد الحديث الأول حسن كما ذكرنا، وإسناد الحديث الآخر ضعيف، لجهالة شَرِيق الهوزني، فلم يرو عنه سوى أزهر بن عبد الله، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وعمر بن جُعْثَم روى عنه جمع، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وأشار الحافظ في "التقريب" إلى قلة روايته، فقال: مقبول. وأزهر بن عبد الله الحَرَازي إن لم يكن أزهر بن سعيد، فقد روى عنه جمع كذلك، ووثقه ابن حبان والعجلي. وقد ذكر الحافظ أن بقية بن الوليد قد أُمن تدليسه في هذا الإسناد. قلنا: لكن ذلك لا يفيد في تقوية إسناده والحال هذه. والحديث حسنه الحافظ في "نتائج الأفكار" ص ١١٨.