وقد روي [عن أبي سلمة] عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يُشبِه قولهم حيث قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تَقَدموا شهر رمضان بصيام إلا أن يوافقَ ذلك صوماً كان يصومه أحدُكم" (وهو حديث صحيح سلف تخريجه برقم: ٧٢٠٠) . وقد دل في هذا الحديث أنما الكراهيةُ على من يتعمَدُ الصيامَ لحال رمضان. قلنا: ولبعض أهل العلم مذهب آخر في الجمع بين هذين الحديثين: وهو أن حديث العلاء بن عبد الرحمن محمول على من يضعِفُه الصومُ، وحديث أبي سلمة مخصوص بمن يحتاط بزعمه لرمضان، وهو جمع حسنٌ كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٤/١٢٩، وانظر "شرح معاني الآثار" للطحاوي ٢/٨٤-٨٥. (١) إسناده ضعيف لضعف عيسى بن المسيب. وأخرجه ابن أبي شيبة ١/٣٢، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (١٧٨) ، والعقيلي في "الضعفاء" ٣/٣٨٦، والدارقطني ١/٦٣، والحاكم ١/١٨٣، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٥٤٧) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (٨٣٤٢) . ونقل ابن أبي حاتم في "العلل" ١/٤٤ عن أبي زرعة قوله: لم يرفعه أبو نعيم، وهو أصح، وعيسى ليس بقوي. قلنا: رواية أبي نعيم لم تقع لنا. ولما صحح الحاكم إسناده في "المستدرك" وقوى أمر عيسى بن المسيب، تعقبه الذهبي بتضعيفه. وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح.