قوله: "إلى هذه المساجد"، أي: المبنية للاجتماع في الصلاة بالأذان والإقامة، لا مسجد الدار ونحوه. قوله: "وانتظار الصلاة": بالجلوس لها في المسجد، أو تعلق القلب بها، والتأهب لها. قوله: "إن الملائكة تقول": هذا بيان لصلاة الملائكة، فإن التقدير: إلا أن الملائكة تصلي عليه. وتقدير الاستثناء: إما من أهل الحديث للاختصار وظهور الأمر، أو من جهة بعض الرواة للنسيان، ومقتضى أحاديث الباب هو الاحتمال الأخير. قوله: "فإني أراكم": تعليل أمره بذلك، أي: إني أراكم فأعرف تقصيركم في هذا الأمر، فلذلك أمرتكم به. قال الحافظ في "الفتح" ١/٥١٤: والصواب المختار أنه محمول على ظاهره، وأن هذا الإبصار إدراك حقيقي خاص به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انخرقت له فيه العادة. وهو قول الإمام أحمد وجمهور العلماء، وهو علم من أعلام نبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر "شرح مسلم" للإمام النووي ٤/١٤٩، و"التمهيد" ١٨/٣٤٦ لأبي عمر ابن عبد البر. قوله: "من ضيق الأزر"، قاله من جهة ضيق إزار الرجال، وهو علة للمنفي في قوله: "لا ترين"، لا للنفي، وهذا ظاهر، والله تعالى أعلم. (١) وقع في النسخ الخطية: عمار، وهو خطأ، وصحح في هامش (ق) ، وجاء على الصواب في "أطراف المسند" ٦/٣٥٩، وفي الرواية الآتية برقم (١١٠٠٠) ، وعباد بن راشد هذا هو ابنُ أخت داود بن أبي هند، وليس في رجال "التهذيب" ولا "التعجيل" ولا في "التاريخ الكبير" ولا "الجرح والتعديل" من اسمه عمار بن راشد.