للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلّفوني اليمين فارتعت منها … كي يغرّروا بذلك الارتياع

ثم أرسلتها كمنحدر السي‍ … ل تهادى من المكان اليفاع

فقال له قرواش: يا ويلك قبحك الله وقبح ابن مروان، ما هذا الكلام؟ وبدا الشرّ في وجهه، وكاد يكون ذلك اليوم آخر أيام المنازي من عمره، فبدأ المنازي باليمين الغموس أنه أنشد ما أنشد عن سهو لا روية، وباتفاق سوء، لا قصد ونية، وتحقق قرواش قوله لأنه مما لا يقدم عليه مثله فأغضى وعفا عما غلط‍ فيه وهفا (١).

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله الأنصاري الحموي قراءة عليه قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي-إجازة إن لم يكن سماعا-، ح.

وكتب إلينا أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز الأندلسي أن أبا طاهر السّلفي أخبرهم قراءة عليه وهو يسمع قال: سمعت أبا طاهر إبراهيم بن سعيد بن عبد البر البدليسي بثغر بدليس (٢) يقول: سمعت أبا الحسن المرجّى بن نصر الكاتب يقول: سمعت خالي الوزير أبا نصر أحمد بن يوسف المنازي يقول: بعثني نصر الدولة أبو نصر أحمد بن (١٥٤ - ظ‍) مروان سنة من ميّا فارقين الى مصر رسولا، فدخلت معرّة النعمان واجتمعت بأبي العلاء التنوخي، وجرت بيننا فوائد، فقال أصحابه فينا قصائد ومن جملتها هذه الأبيات:

تجمّع العلم في شخصين فاقتسما … على البرية شطريه وما عدلا

جاءا أخيري زمان ما به لهما … مماثل وصل الحدّ الذي وصلا

أبو العلا وأبو نصرهما جمعا … علم الورى وهما للفضل قد كملا

هذا كما قد تراه رامح علم … وذاك أعزل للدنيا قد اعتزلا

هما هما قدوة الآداب دانية … طورا وقاصية إن مثّلا مثلا

لولا هما لتفّرى العلم عن علم … أو لافترى صاحب التمويه ان سئلا

يا طالب الأدب اسأل عنهما وأهن … إذا رأيتهما أن لا ترى الأولا


(١) -الهفوات النادرة-ط‍. دمشق مجمع اللغة العربية:٦ - ٧.
(٢) -بلدة قريبة من منازكرد وخلاط‍. معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>