للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإني ليحييني على بعد داره … نسيم نعاماه ولو حملت تربا

ومن شيمتي أن استمد (١) … له الصّبا

وأستسيغ النعمى واستمطر السحبا

وأعمّر من ذكراه كلّ مفازة … وألهي بعلياه الركائب والرّكبا

وأذكره بالصيف إن جاء طارقا … وبالطيف إن أسرى وبالسّيف إن هبا

وبالبدر إن أوفى وبالليث إن سطا … وبالغيث إن أروى وبالبحر إن عبا

وأشتاق أياما تقضّت كأنما … أسرت عن الأيام أو أدركت غصبا

(١٥٥ - ظ‍)

نحن حنين البعد والشمل جامع … ونزداد حبا كلما لم نزر غبا

إخاء تعالى أن يكون أخوّة … وقربى وداد لا تقاس إلى قربى

أنشدني بعض البغداديين لأبي نصر المنازي يخاطب أبا العلاء بن سليمان ببغداد حين قدمها أبو العلاء وقد فاوضه في شيء فأعجبه كلامه.

لله لؤلؤ ألفاظ‍ تساقطها … لو كنّ للغيد ما استأنسن بالعطل

ومن عيون معان لو كحلن بها … نجل العيون لأغناها عن الكحل

سحر من اللفظ‍ لو دارت سلافته … على الزمان تمشّي مشية الثمل

قال: فقال له أبو العلاء ادن مني فإني أشم منك ريح السعادة، فقدر الله تعالى له أن وزر بعد ذلك للمروانية.

قرأت بخط‍ الفقيه نصر بن الفقيه معدان بن كثير البالسي للمنازي أيضا، وقد وصل الشام واجتاز بوادي بزاعا، وأنشدني البيتين الأولين، أو الأبيات جميعها الشريف محي الدين أبو حامد محمد بن عبد الله الهاشمي الحلبي بحرّان وذكر أنه سمعها من عبد القاهر بن علوي المعري، قاضي معرة مصرين للمنازي.

وقانا لفحة الرمضاء واد … غذاه مضاعف الظلّ العمم

حللنا دوحه فحنا علينا … حنّو الوالدات على اليتيم

وأرشفنا على ظمأ زلالا … ألذ من المدامة للنديم


(١) -كتب ابن العديم في الحاشية: خ: استهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>