للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن موهوب بن البناء، وأبو سعد ثابت ابن مشرف بن أبي سعد البناء البغداديان قالا: حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد السّلامي من لفظه قال:-وذكر-الأحنف بن قيس السعدي البصري، واسمه الضحاك، أدرك أيام النبي صلى الله عليه وسلم وسمع عمر بن الخطاب، وعثمان وعليا رضي الله عنهم، وكان حليما وقورا عاقلا، وكان شيخ بني تميم (١٧٨ - و) وعالمهم أجمع، وكان يتبعه منهم عشرة آلاف فارس، وشهد قتال المختار بن أبي عبيد مع مصعب بن الزبير وكان معه، وتوفي بالكوفة من قبل قتل مصعب، ومشى مصعب في جنازته بغير رداء، وذلك في سنة إحدى وسبعين من الهجرة، أخرج البخاري ومسلم عن الأحنف في كتابيهما.

أخبرنا الأوقي حسن بن أحمد إذنا قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن بن قشيش قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة سبع وستين، والأحنف بن قيس أبو بحر بالكوفة-يعني مات-وصلى عليه مصعب بن الزبير، وقال: سنة إحدى وسبعين، والأحنف بن قيس أبو بحر-يعني قيل إنه توفي فيها-.

قرأت في تاريخ محمد بن أحمد بن مهدي، مما كتب لخزانة أمير المؤمنين القادر، في حوادث سنة ثمان وستين قال: وفيها مات أبو بحر الأحنف بن قيس بالكوفة، واسمه صخر بن قيس بن معاوية بن حصين بن عبادة بن نزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وكان قيس أبوه يكنى أبا مالك، وقتلته بنو مازن في الجاهلية، ورهطه بنو مرّة بن عبيد بعثوا بصدقاتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عكراش بن ذؤيبة؛ وأم الأحنف حبّى بنت عمرو بن علقمة من بني أود من باهلة، ولدته ملتصق الاليتين حتى شقّ وكان أعور ذهبت عينه بسمرقند، ويقال بل ذهبت بالجدري، وكان أحنف الرجل متراكب الأسنان، صعل الرأس، مائل الذقن، خفيف العارضين، وشهد مع علي عليه السلام صفين، ولم يشهد الجمل مع أحد الفريقين، ودفن بالكوفة عند قبر زياد بن أبيه بالتوبة (١)، وخرج في جنازته مصعب بن الزبير وهو أمير العراقين


(١) -كذا بالأصل وهو تصحيف صوابه «الثوية» وهو موضع قريب من الكوفة. معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>