للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعرف بباب أنطاكية في ولده وحفدته، وبني أخويه، وحلف بالأيمان المغلظة لا كان نزولي إلا عليه، ووفودي إلا إليه، وأخلى لي جليل داره، وبحبوحة قراره، فأجبته الى سؤاله مبلغه بلوغ آماله فيما بذله من إكرامه واحتفاله.

وانثال في حال كوني بحلب لدى أشرافها بالتردد إلي والوفود علي، يصححون أنسابهم ويستوضحون أحسابهم، وكان بها جماعة أدعياء، هذا إدريس أحدهم، وأخذ يتردد الى مجلسي، ويستطلع طلع نفسي، ويطلب تصحيح ما لا يصح له أبدا، ويقصدني في أمر لا يجد له عندي مقصدا، فكنت فيما قصد كما ينشد.

إنا إذا مالت دواعي الهوى … وأنصت السامع للقائل

لا نجعل الباطل حقا ولا … نلظ‍ (١) دون الحق بالباطل

تكره أن نسفه أحلامنا … ونجمل الدهر مع الخامل

ولما كان في بعض الأيام كتب إلي استدعاء بخطه في مجلس النقيب أمين الدين بحلب، وسألني جماعة الوقوف عليه، والجواب عنه، نسخته بعد (١٨٥ - و) البسملة والدعاء الجاري به العادة بعد الاستدعاء، ثم قال:

إن يبين لأصغر مماليكه إدريس بن الحسن بن علي بن عيسى بن علي بن عيسى ابن عبد الله أبي الآمر، ما عجز عنه من بيان وعلم وصلته بإدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، ولم يجده عند أحد إلا ما يحكيه بعد: وهو أن مملوكه لما حصل بدمشق ورام تصحيح نسبه صار مع خاله الشريف المحنك أبي المنصور يحيى بن سليمان بن علي الحسني الى الشريف النقيب نظام الدين أبي العباس أحمد بن طاهر بن حيدر بن أبي الجن الحسيني رحمه الله، فقال الشريف نظام الدين: انتسب، فانتسبت النسب المذكور، وقلت: عبد الله أبو الآمر بن محمد، وزاد خال المملوك زيادة على ذلك فقال: محمد أظنه ابن القاسم ابن يحيى بن يحيى أو ابن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن إدريس، فقام الشريف النقيب الى بيته وأتى برسالة الحسين بن علي الفارسي في أخبار الملحدة (٢) وقال: عيسى


(١) -اللظ‍: الرجل العسر المتشدد واللزوم والحاح. القاموس.
(٢) -اسم أطلق على أتباع الدعوة الاسماعيلية الجديدة (النزارية) في قوهستان وإيران.

<<  <  ج: ص:  >  >>