عبد الله، وأن كنيته أبو الآمر، وأن عبد الله هو ابن محمد بن القاسم بن يحيى بن يحيى على ما رتبه المدعي في قاعدة دعواه، وهو لا يصح أولاه ولا أخراه.
وشيخنا إمام النسابين أبو الحسن علي بن محمد العمري رحمه الله قد ذكر الأخوين محمد بن القاسم، ويحيى بن القاسم، وأورد ليحيى دون محمد العقب الى ثالث ولد وخرج ولم يذكر لمحمد بن القاسم ولدا ولا عليه عرج، ووافقه على ذلك الأئمة أهل طبقته ورفقته، وبعده ممن نحا نحوه، وقصد قصده.
وقد يكون عيسى بن عبد الله المذكور من البرابر المعتزين الى بني يحيى بن يحيى، المجاورين لهم كما قدمنا ذكرهم فيما يلونه فقيها أو عالما نبيها، أو دينا عفيفا لا يكون علويا شريفا؛ ولو فرضنا أن يتضمن المسطور عيسى بن عبد الله أنه ابن محمد بن القاسم بن يحيى بن يحيى بن إدريس لما ثبت لذلك حقيقة، ولا استقامت إليه طريقه، لكون محمد بن القاسم بن يحيى بن يحيى لم يذكر له ولد، ولا أورد عقبه أحد، انقطع عقبه، وانبت سببه، والمورود ولده، والمحصور عدده (١٨٦ - ظ) أخوه يحيى بن القاسم بن يحيى بن يحيى بن إدريس، فإنه أورد في كتب الأئمة وشجراتهم ولده، وولد ولده، وولد ولد ولده دون أخيه محمد، حجة على كذب مدعيه.
ثم قال: فعقب يحيى بن القاسم بن يحيى بن يحيى بن إدريس بن إدريس الى زمان شيخنا العمري علي بن محمد العلوي النسابة رحمة الله عليه الى سنة أربعين وأربعمائة: يحيى وحمود ابنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المذكور، وهو الثالث من ولد يحيى بن القاسم أخي محمد بن القاسم، وانقطع عقب محمد بن القاسم بن يحيى ابن يحيى بن إدريس من نحو مائتي سنة الى زماننا هذا سنة ست وثمانين وخمسمائة.
وقال: وقوله: أبو الطول محمد الاكبر، ترى أين تثبت كنيته، ومن أوردها إذ ثبتت نسبته؟ ثم قوله: الأكبر، أكبر ممن؟ لم يكن للرجل أخ آخر اسمه محمد الأصغر، فيكون هو منه الأكبر، لأن جميع ما كان للقاسم بن يحيى بن يحيى بن إدريس ولدان لا غير: محمد هذا، ويحيى، ولم يذكر شيخنا العمري النسابة، وجميع النسابين للقاسم بن يحيى بن يحيى سوى الولدين: محمد ويحيى اللذين ذكر العمري أنه رأى عليهما نصيبتين، فمن أين لنا محمدا آخر أكبر غير آخر أصغر؟