عظيم لا تحصى أموالهم، وذكر أنهم كانوا زهاء عن (١٩٧ - ظ) مائة ألف وعشرين ألفا، وتبعهم من أصحاب طغر لبك زهاء عن عشرين ألفا، فقتل البساسيري وخلق كثير لا يحصى عدده، ونهبت تلك الاموال وكان الذين تبعهم ولقيهم من عسكر طغر لبك نحو من عشرين ألفا.
وسار مهارس العقيلي بالخليفة الى بغداد في محمل، فأعطاه من الأموال والاقطاع شيئا عظيما، حتى أنه صار مهارش أيسر بني عقيل.
وسار الأمير أبو ذؤابة عطية بن أسد الدولة صالح بن مرداس الى الرحبة فأخذ جميع ما تركه البساسيري بها من السلاح الذي لم ير مثله كثرة وجودة وأموالا جزيلة كانت للبساسيري، ثم ولى فيها بعض أصحابه.
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي إذنا قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب (١) قال: ولم يزل أمر القائم بأمر الله مستقيما الى أن قبض عليه في سنة خمسين وأربعمائة، وكان السبب في ذلك أن أرسلان التركي المعروف بالبساسيري، كان قد عظم أمره واستفحل شأنه لعدم نظرائه من مقدمي الاتراك المسمين الاصفهسلارية، واستولى على البلاد، وانتشر ذكره، وطار اسمه وتهيبته أمراء العرب والعجم، ودعي له على كثير من المنابر العراقية، وبالاهواز ونواحيها وجبى الأموال، وخرب الضياع ولم يكن الخليفة القائم بأمر الله يقطع (١٩٨ - و) أمرا دونه، ولا يحل ويعقد إلاّ عن رأيه.
ثم صح عند الخليفة سوء عقيدته، وشهد عنده جماعة من الاتراك أن البساسيري عرّفهم-وهو اذا ذاك بواسط -عزمه على نهب دار الخلافة والقبض على الخليفة، فكاتب الخليفة أبا طالب محمد بن ميكال المعروف بطغر لبك أمير الغز، وهو بنواحي الري يستنهضه على المسير الى العراق، وانفض أكثر من كان مع البساسيري وعادوا الى بغداد، ثم أجمع رأيهم على أن قصدوا دار البساسيري، وهي بالجانب الغربي في الموضع المعروف بدرب صالح، بقرب الحريم الطاهري، فأحرقوها
(١) -لا توجد ترجمة للبساسيري في المطبوع من تاريخ بغداد.