كان أحمد روى عنه كفاه ذلك دليلا على أنه حدثه إسحاق ببغداد، فان اجتماعه بأحمد كان ببغداد في سنة تسع وتسعين على ما ذكرناه عن محمد بن يحيى الذهلي في أثناء الترجمة، وقول الخطيب: ومن أقرانه أحمد بن حنبل، اتبع في هذا القول أبا يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ، وقد ذكر اسحاق بن راهويه في كتاب «الارشاد» بما أخبرنا به أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بالقاهرة المعزية قال:
أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: سمعت اسماعيل ابن عبد الجبار الماكي يقول: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ يقول:
أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم الحنظلي بن راهويه، الإمام المتفق عليه شرقا وغربا، كان إمام هذا الشأن حفظا وعلما وفقها، وفي العلوم كلها.
سمع ابن عيينة، وعبد الرزاق وأقرانهما من شيوخ مكة واليمن والعراق وخراسان، وشيوخه أكثر من أن يعدوا، وكان يقارن بأحمد بن حنبل، أخرجه البخاري والأئمة كلهم في الصحاح وآخر من أكثر عنه محمد بن إسحاق السراج، توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين.
على أنه يحتمل أن يكون أحمد روى عنه على ما هو عادة العلماء والحفاظ من الرواية عمن هو فوقه، وعمن هو مثله، وعمن هو دونه، والله أعلم.
أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: أخبرنا علي بن ابراهيم (٢٣٤ - و) المستملي قال: حدثنا أبو أحمد بن فارس قال: حدثنا البخاري قال: مات اسحاق بن ابراهيم بن مخلد أبو يعقوب الحنظلي وهو ابن سبع وسبعين سنة.
قال الخطيب: وهذا يدل على أن مولده كان في سنة إحدى وستين ومائة، قبل مولد أحمد بن حنبل بثلاث سنين.
قال الخطيب: قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال:
أخبرني أبو يحيى الشعراني أن إسحاق بن راهويه توفي في سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وأنه كان يخضب بالحناء، وقال لي: ما رأيت بيد إسحاق كتابا قط، وما كان يحدث