عليه بدمشق-قال: أخبرنا وجيه الدين أبو المعالي أسعد بن المنجا القاضي قال:
أخبرنا أبو القاسم السوسي قال: أخبرنا علي بن محمد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي نصر، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت قال: حدثنا أحمد بن بكر قال: حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عبد الرحمن بن حرب بن مالك عن أبيه قال: جاء ملاعب الأسنة الى النبي صلى الله عليه وسلم بهدية، فعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم (٤٠ - و) الإسلام فأبى أن يسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«فإني لا أقبل هدية مشرك»(١).
قرأت في تاريخ أبي المحاسن بن سلامة بن خليفة بن غرير-أهداه إليّ الخطيب أبو محمد عبد الغني بن محمد بن تيمية، وقال لي: نقلته من خط مؤلفه- أنشدني عثمان بن عمر بن علي الشيّاح قال: أنشدني القاضي الإمام وجيه الدين أسعد بن المنجا لنفسه:
أراش نبال مقلته فأصما … غزال فاتن اللحظات ألما
يعللني بسوف وهل وحتّى … وقد وعسى وليت وأو ولمّا
فأوسعه على التقبيح حمدا … ويوسعني على الاحسان ذمّا
قرأت بخط شيخنا ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن الحنبلي «في كتاب الاستسعاد بمن لقيت من صالحي العباد في البلاد» من تأليفه: الشيخ أسعد بن المنجا الفقيه الحنبلي، يدعى وجيه الدين، كان رحل الى بغداد وقرأ على الفقيه أحمد الحربي الحنبلي كتاب الهداية وكتب خطه له بذلك، وعاد الى دمشق، وكان رأى الشيخ شرف الإسلام جدي وانتمي اليه، وطلب الفقيه حامد بن حجر شيخ حرّان قاضيا لحرّان من نور الدين، ونور الدين يومئذ صاحب دمشق، فأشاروا به، فسير الى حرّان قاضيا، فأقام مدة، ثم رجع الى دمشق فأقام مدة، ثم رجع الى حرّان قاضيا، مررت عليه عودي من أصبهان سنة إحدى وثمانين، وتأخر موته (٤٠ - ظ).
(١) ملاعب الاسنة هو عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب، والرواية متعلقة بخبر أصحاب بئر معونة انظر مغازي الزهري بتحقيقي:٩٤.