للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: سألت أبا القاسم بن أبي بكر السمرقندي المقرئ عن مولده فقال: ولدت يوم الجمعة وقت الصلاة، الرابع من شهر رمضان سنة أربع وخمسين وأربعمائة بدمشق.

قال: وحمله والده الى بغداد في سنة تسع وستين إن شاء الله.

قال أبو سعد: سمعت أبا القاسم اسماعيل بن أبي بكر السمرقندي مذاكرة يقول:

ما بقي في الدنيا من يروي معجم أبي الحسين بن جميع غيرى، ولا بدمشق أيضا، ولا عن أبي الحسن عبد الدائم بن الحسن الهلالي، ثم أنشد:

وأعجب ما في الأمر أن عشت بعدهم … على أنهم ما خلفوا في من بطش (٦١ - ظ‍)

ثم قال: وهذا البيت من قطعة أنشدناها أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي للوزير أبي القاسم المغربي:

وما ظبيه إدما تحنو على طلا (١) … ترى الإنس وحشا وهي تأنس بالوحش

غدت فارتعت ثم انثنت لرضاعه … فلم تلف شيئا من قوائمه الحمش

فطافت بذاك القاع ولهى فصادفت … سباع الفلا ينهشنها أيما نهش

بأوجع مني يوم ظلت أنامل … تودعني بالدر من شبك النقش

وأجمالهم تحدى وقد خيل الهوى … كأن مطاياهم على ناظري تمشي

وأعجب ما في الأمر أن عشت بعدهم … على أنهم ما خلفوا فيّ من بطش

وقال أبو سعد: سمعت أبا القاسم بن السمرقندي يقول مذاكرة: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كأنه مريض، فدخلت وكنت أقبل أخمص رجليه، وأمرّ وجهي عليهما، فحكيت لأبي بكر بن الخاضبة رحمه الله، فقال لي: أبشر يا أبا القاسم بطول البقاء، وانتشار الرواية عنك لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فإن تقبيل رجله اتباع أثره، وأما مرض النبي صلى الله عليه وسلم، فيحدث وهن في الاسلام، فما أتى على هذا الحديث إلا قليلا حتى وصل الخبر أن الأفرنج استولت على بيت المقدس.


(١) -الطلا: ولد الظبي ساعة يولد والصغير من كل شيء. القاموس.

<<  <  ج: ص:  >  >>