وقال أبو سعد: سمعت أبا العلاء الحسن بن أحمد العطار المقرئ بهمذان يقول: ما أعدل بأبي القاسم بن السمرقندي (٦٢ - و) أحدا من شيوخ خراسان والعراق.
قال أبو سعد: وسمعت من أثق به أن شيخنا أبا شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي كان يقول: أبو القاسم بن السمرقندي أستاذ خراسان كله والعراق.
أنبأنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: اسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث، أبو القاسم ابن أبي بكر السمرقندي، ولد بدمشق وسمع بها أبا بكر الخطيب، وأبا الحسن ابن أبي الحديد، وأبا نصر بن طلاب، وعبد العزيز الكتاني، وعبد الدائم القطان، وأبا العباس بن قبيس وغيرهم.
ثم خرج الى بغداد فاستوطنها الى أن مات بها، وأدرك بها إسنادا حسنا، وسمع بها أبا الحسين بن النقور، وأبا منصور بن غالب العطار، وأبا القاسم بن البسري، وجماعة سواهم من أصحاب المخلص فمن دونهم، وكان مكثرا ثقة صاحب نسخ وأصول، وكان دلالا في الكتب، وسمعته غير مرة يقول: أنا أبو هريرة في ابن النقور-يعني لكثرة ملازمته له وسماعه منه-فقلّ جزء قرئ على ابن النقور إلا وقد سمعته منه مرارا، وبقي الى أن خلت بغداد، وصار محدثها كثرة وإسنادا حتى صار يطلب العوض على التسميع بعد رغبته-كانت- الى أصحاب الحديث في السماع، وحرصه على إسماع ما عنده، وأملى في جامع المنصور زيادة على ثلاثمائة مجلس في الجمعات (٦٢ - ظ) بعد الصلاة في البقعة المنسوبة الى عبد الله بن أحمد بن حنبل، وكان مبخوتا في بيع الكتب، باع مرة صحيح البخاري، وصحيح مسلم في مجلدة لطيفة بخط أبي عبد الله الصوري الحافظ بعشرين دينارا، وقال لي: وقعت على هذه المجلدة بقيراط لأنني اشتريتها وكتاب آخر معها بدينار وقيراط، فبعت ذلك الكتاب بدينار، وبقيت هذه المجلدة بقيراط، وكان قدم دمشق سنة نيف وثمانين زائرا لبيت المقدس، فزارها وسمع بها جماعة، وسمع بدمشق نصر بن ابراهيم المقدسي، وحدث بدمشق في دار أبي