للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا يزجي بيسر عمره طربا … وذاك ينماث (١) في غم وفي حزن

فاجهد لتزهد في الدنيا وزينتها … إن الحريص على الدنيا لفي محن

قال: وكنت قلت في باب ولدي أبي نصر عبد الله الخطيب رحمة الله ورضوانه عليه:

غاب وذكراه لم تغب أبدا … وكان مثل السّواد في الحدقه

لو ردّه الله بعد غيبته … جعلت مالي لشكره صدقه

فلم يرد الله سبحانه رده إلي، وقبض روحه في بعض ثغور أذربيجان متوجها إلى بيت الله الحرام، وزيارة قبر نبيه محمد المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، فصبرا لحكمه، ورضا بقضائه، وتسليما لأمره، ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين، وإلي الله جل جلاله الرغبة في التفضل عليه بالمغفرة والرضوان، والجمع بيننا وبينه في رياض الجنان بمنه وفضله.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال:

حدثنا أبو الفرج بن أبي الحسين بن يوسف-من لفظه-قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن اسحاق بن موسى المخزومي بقرية سراك من نواحي نيسابور قال: حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي قال لما عزم شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني على الحج، فابتكر يوما وقد أسرجت الدواب، وزمت الركاب، وهيئت الأقتاب، وهو يبكي مودعا أهله وينشد هذه الأبيات:

ما كنت أعلم ما في البين من جزع … حتى تنادوا بأن قد جئ بالسفن

قالت تودعني والدمع يغلبها … كما يميل نسيم الريح بالغصن

وأعرضت ثم قالت وهي باكية: … يا ليت معرفتي إياك لم تكن

أنبأنا أبو المحاسن بن الفضل قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر قال: ومن ذلك-يعني شعر أبي عثمان-قوله: (٩٩ - و)


(١) -على الرغم من وضوح القصد ليس لكلمة «ينماث» معنى في معاجم اللغة

<<  <  ج: ص:  >  >>