للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احتيج إليهم في الغزو لساقة أو ميمنة أو ميسرة أو في تجريد لحادثة سدوا أكبر مسد، وقوفهم بأرض الثغر وأعمال أنطاكية وحلب معروفة مشهورة.

وارتفاعها في السنة الواحدة مائة ألف دينار، يستغرقها الانفاق، وربما اقترضوا إن تعذر وجه مالهم، وردوه عند حصوله.

قال: وأما شارع باب الصفصاف ففيه دار قبيحة أم المعتز بالله رحمهما الله، قد بنيت حجرا مقدره، لسكنى مائة وخمسين غلاما في كل حجرة منها بيتان ومرتفق، وبرسم هذا الوقف رئيس يركب هؤلاء الغلمان بركوبه، ويسيرون بسيره، ينشر على رأسه مطرد وأعلام كتابتها المعتز بالله، وكذلك شعارهم (٦٣ - ظ‍) إذا سافروا وغزوا في بلد الروم وغيره.

قال: وللدار خزانه للسلاح تظهر في أيام الأعياد عند ورود الرسل من الروم، فيها الدروع الحصينة تستر الفارس والفرس، والعمد المذهبه والجواشن اليبنيّة والخوذ المنيعة، ومن الأسلحة كل نوع يحمل كل غلام ما يعاني العمل به، وبرسم هذه الدار مؤدب لا يدخل مكتبه أحدا، إلاّ أولاد موالي المعتز بالله، والرئيس على موالي المعتز من الموالي من وجدوه مذكورا فارسا رئيسا مقدما فإن تعذر من هذه صورته من الموالي، نصب لهم رئيس من قواد طرسوس ووجوهها، يدبر أمرهم ويكتب العقود والضمانات باسمه، وقد رأيت أبا حفص عمر بن سليمان الشرابي رحمه الله رئيسا عليهم، ثم رأيت بعده جماعة منهم ومن غيرهم.

قلت وهذا أبو حفص عمر بن سليمان هو ممدوح أبي الطيب المتنبي بالقصيدة التي أولها.

نرى عظما بالصّد والبين أعظم … ونتّهم الواشين والدمع منهم (١)


(١) -ديوان المتنبي ط‍. القاهرة ١٩٤٥، ص ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>